قبيل أسابيع قليلة من احتضان المهرجان العالمي للفيلم بمدينة مراكش، عرفت هذه الأخيرة، الثلاثاء، هدم جزء من سينما “بالاس” التاريخية بمقاطعة جيليز، التي تعد من اقدم السينمات والمسارح بالمدينة، ويعود تاريخ بناءها إلى سنة 1926.
وسجلت مجموعة من الهيئات الثقافية والمدنية بمدينة مراكش، استياءها بعد عملية الهدم، وتم تداول صور العملية على نطاق واسع على موقع فايسبوك، حيث أدان المعلقون ما يطال هذه المعلمة الثقافية التاريخية.
وفي هذا السياق، قال المحافظ الجهوي للتراث الثقافي بمراكش، عبد المنعم جمال، “تفاجئنا بعد قرار المصادقة على إقامة بناية بالقرب من سينما “بالاس”، من طرف المجلس الجماعي، وبهدم جزء من السينما”، كاشفا أن “هذا الهدم الجزئي ربما يكون تمهيدا لهدم كلي”.
وكشف محافظ التراث الثقافي في تصريحه لموقع القناة الثانية أن “سينما بالاس معلمة تاريخية وذاكرة جماعية للمدينة، ذلك أنها أول مسرح ثقافي بمراكش، وشهد إقامة حفلات لفنانين كبار من قبيل أم كلثوم ومحمد عبده.. كما عرضت فيه أفلام عالمية قهي توأم لسينما بالاس الموجودة في فرنسا، ومصممة بنفس التصميم المعماري”.
وأشار المتحدث، قمنا بإعداد طلب لتصنيف البناية، لتكون بين المآثر المصنفة، كتراث وطني، وتُعقد اتفاقية بين وزارة الثقافة والمجلس الجماعي لتوظيف المكان لأغراض ثقافية؛ لاحتضان عروض ومسرحيات وندوات وأنشطة، وأيضا إقامة متحف خاص بجيليز، الذي يتوفر على تاريخ كبير، لكن الأمر لم يتم”.
وأضاف المحافظ أن “من حق مشروع البناية الجديدة أن يقام، لكن بالمقابل من الضروري حماية المعالم التاريخية للمدينة؛ حتى لا تؤثر البناية على المعلمة، وأن لا يتم الاستيلاء على عقارها، بحكم مكانتها التاريخية والرمزية “.
وحاول موقع القناة الثانية، ربط الاتصال بمجلس مقاطعة جيليز، من أجل أخذ تصريحهم بخصوص الموضوع، غير أن هاتف رئيسه ظل يرن دون رد.