العمل على الانترنت، أو العمل عن بعد، سوق جديد وواعد، يجذب آلاف الشباب المغاربة، الراغبين في خلق أعمالهم الخاصة والاستثمار فيها، مواجهة شبح العطالة وضعف فرص الشغل، حيث يوفر هذا المجال فرصا ضخمة لمواجهة البطالة وجني ألوف الدراهم.
على أعقاب القمة العربية للتسويق بالدار البيضاء، صادفنا مجموعة من الشباب المغاربة، القادمين من مدن عديدة، هدفهم الوحيد تطوير عملهم على الأنترنيت، والاستفادة من تجارب بعضهم البعض ومن خبرات خبراء عالميين في مجال عملهم، حيث أتاحت لهم هذه القمة فرصة لقاءهم.
وصار العمل من خلال الأنترنت، للعديد منهم مصدرا رئيسيا للدخل، وذهبوا في أعمالهم، إلى حد تحقيق مداخيل مهمة، ما كانوا ليحلموا بها لو اشتغلوا في الوظائف التقليدية، حسب ما صرح به العديد منهم لموقع القناة الثانية.
يقول أحمد، الذي يشتغل في مجال تطوير التطبيقات الإلكترونية، إنه عمد إلى الاشتغال في الانترنت بعد أن نال شهادته الجامعية، ووجد كل أبواب العمل مغلقة أمامه، “لذلك قررت الاشتغال في الويب لمواجهة العطالة، واليوم تمكنت من تحقيق كل ما أصبو إليه ولو عرضت علي أي وظيفة أخرى سأرفضها”.
يضيف أحمد البالغ من العمر 25 سنة، “العمل على الانترنت فتح أمامي فرصا كبيرة، لتحقيقي ذاتي على المستويين الشخصي والمهني، صحيح أن البداية دائما صعبة، لكن بالصبر والعزيمة والاجتهاد، ستصل إلى ما تريد”.
من جهته يصرح أمين، شاب من مدينة طنجة، أنه بدأ العمل في الانترنت بعد سنتين من البطالة، “اشتغلت في الأول في مقهى أنترنت، وهناك التقيت شبابا كانوا يرتادون المقهى، للعمل على الأنترنت ومن خلال احتكاكي بهم، شجعوني على البدء في العمل”.
عن مزايا الاشتغال في المجال، يكشف أمين، أنه يعتبره “كله مزايا، فمن جهة تكون أنت صاحب العمل، ورب عملك، لا تعمل عند أشخاص آخرين، ومن جهة ثانية فالاستقلالية التامة، والعمل في الأوقات التي تريدها والمكان الذي تريده أنت، بعيدا عن وظائف الدوام الكامل”.
ومن أبرز مجالات العمل على الأنترنت التي يشتغل خلالها المغاربة، في الانترنت، كشف لنا حميد أمومن، مبرمج ومصمم مواقع، معروف بين رواد الويب المغربي، أن “هناك عددا كبيرا من المغاربة الذين يعملون على الأنترنت، وهذا الأخير بحرا كبير، لكن من خلال تجربتي في المجال يظهر أن أبرز المجالات تتمثل في التسويق بالعمولة Affiliate، إطلاق متاجر إلكترونية، يتم خلالها بيع وإعادة بيع مجموعة من المواد والخدمات، وأيضا جووجل أدسنس، بناء وتطوير التطبيقات الالكترونية والمواقع، ومجالات الجرافيكس والديزاين”.
وبالرغم من إقبال ووعي العديد من الشباب المغاربة، بأهمية العمل على الأنترنت، تظل أرقامهم غير معروفة، في ظل غياب معطيات رسمية دقيقة، ليبقى هذا المجال “غير المهيكل” حضنا يستقطبآلاف الأشخاص الفارين من شبح البطالة، أو غير الراضين بالمهن التقليدية وظروفها المحيطة، والراغبين في خلق عملهم الخاص على مقاسهم وشروطهم الخاصة.