المهدي أحجيب
أكتب هذه العبارات عن وداع قلم حساس نزيه و مستقل ظل يرسم خريطة واضحة لمستقبل الرياضة بجهة سوس ماسة وكان هذا القلم يمني النفس أن يصبح قلما كبيرا مشهورا جهويا ووطنيا، مقالات حساسة تصل إلى المركز ، تقارير إخبارية موضوعية ، روبورتاجات و بورتريات. … لكن للأسف الشديد شاءت الأقدار أن يغادر هذا القلم بحلم بدأه ولم ينهيه.
صديقي المتتبع للشأن الرياضي بسوس ، لو أخذت من الشواطئ رمالها ومن البحار ماءها ومن الفضاءات هواءها ومن الأشجار أوراقها و جعلتها مدادا لقلمي لجعلت أكتب وأكتب لنفد المداد دون أن أصل إلى حقيقة مشاعري نحوكم وصدق إحساسي تجاهكم !
وهيهات هيهات أن أصل فيما بداخلي وجوانحي شعور وأحاسيس لا تستطيع أن تصفها اللسان والبنان والجنان! وكلماتي تتقاصر خجلا واستحياءا من قلمي الصغير … و هكذا لقبوني “الصحافي الصغير”
أيها المتتبعون للشأن الرياضي بجهة سوس ماسة ؛ قضيت معكم وبينكم أياما وسنوات كانت أحلى من الشهد وأجمل من الورد مضت كلمح البصر وانقضت كليلة القدر وهكذا هو دأب الأيام الجميلة و هذا هو شأن اللحظات السعيدة لا تدوم طويلا فما تلبث أن تشتعل حتى تنطفأ ولا تكاد تثور حتى تخور !
وكما يقال دوام الحال من المحال فكأننا لم نجتمع إلا لنفترق وهذه هي سنة الحياة ولن تجد لسنة الله تبديلا ولا لقضاءه مردا و تحويلا !
أتت بوادر الرحيل وأرى الأسى والحزن والأسف يعتريني ويأخذني كل مأخذ فكيف إذا دنى وقت الرحيل؟
كنتم خير الأخوة وخير الزملاء وخير الأصدقاء وخير الأصحاب وقضيت معكم وبين جنباتكم أعذب الأوقات وأحلاها وأجمل اللحظات وأصفاها !
إن انتقالي من الكتابات الرياضية نحو كتابات الفن و الثقافة لا يعني قطع أوصال المحبة و الوصال ولا يعني رمي ذكرياتي معكم في غياهب الجب والنسيان فكيف أنساكم والنسيان يعداكم .
فلكم في مكتبة القلب رفا خاصا ولكم في الروح مرتبة سامقة ومكانة عالية وكما يقال من دخل الروح يوما سكن بها دوما !!
أطلب منكم السماحة والمعذرة والعفو عن كل خطأ أو زلل ارتكبته بحقكم بكلمة أو فعل أو نظرة أو إيحاء …فكل ذاك كان فقط من أجل التغيير و الغيرة على الرياضة السوسية.
تعجز الكلمات في وداعكم ولا يفي إلا الدعاء من رب السماء بإطلالة جديدة مشرقة لعام قادم .