الالتراس بالمغرب: بين مطرقة التشجيع و الإبداع .. وسندان التضييق والاتهام.

الالتراس بالمغرب: بين مطرقة التشجيع و الإبداع .. وسندان التضييق والاتهام.

أحداث سوس19 ديسمبر 2018آخر تحديث : منذ 6 سنوات

ظهر الالتراس بالمغرب بداية التسعينيات من القرن الماضي، وهو شكل من أشكال التشجيع الحضاري للفرق الرياضية التي ينتمي لها الفصيل.

يظفى الالتراس نوعا من الفن الجميل والراقي عن طريق تيفوات وصور يبدع من خلالها الشباب المغربي وتعكس في غالبية مضمونها الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والأمنية للواقع المغربي، أو تعبر عن تضامنها مع ضحايا فاجعة أو شعب مضطهد…
وبالموازاة مع ذلك أبدع الشباب المغربي في أغاني وأناشيد الالتراس، وسيلة منه لتشجيع فريقه داخل رقعة الملعب ودائما ما تستنبط عباراتها وكلماتها من ما يعيشه الفريق ومعه الجمهور من حصد للالقاب والمشاركات العالمية إلى وفاة اللاعبين بالميادين الوطنية وصولا إلى مضايقات السلطة والقمع الذي يتعرض له كابو الالتراس أو عضو من أعضاء الفصيل، ولنا أمثلة حية في ذلك ( الواقع المأزوم، في بلادي ظلموني، خارج من دارنا…) وقد أبهر مستوى أداء هذه الأغاني بالملاعب المغربية معلقي أكبر القنوات الرياضية العربية والعالمية وصنف المغرب بالمراكز الاولى مناصفة مع مشجعي فرق أمريكا الشمالية والتي ظهر بها الالتراس منذ 1940.

لكن ما استغرب له هو تصريحات أحد المحامين المغاربة الذي يدعي أن أغنية “في بلادي ظلموني” تستدعي السجن، أكيد ان المحامي لم يفهم ولم يستوعب رسالة الشباب، ولم يعرف المعني بالأمر أن المدرجات هي المكان الوحيد الذي يستوعب الشباب بعدما عجزت الأحزاب السياسية والجمعيات عن استقطابه، والملعب هو المكان الوحيد المرخص بالتجمهر وعرض إبداعات وتحف الشباب المغربي، المحامي المغربي ومعه أغلبية مسؤولي الدولة وجب عليهم التفكير في تحرير الالتراس من القيود وتبسيط المساطر لإعادة الفرجة للمدرجات خصوصا وأن المغرب مافتئ يتقدم بطلب احتظان كأس العالم، وينافس في ذلك أعتى ديمقراطيات العالم …

عديد الفصائل المشجعة للفرق الوطنية لا تتبنى مواقف الالتراس العالمي المتطرف، إذ أن الهدف لا يعدو أن يكون تشجيع للاندية بشكل مميز وراقي وبوسائل حضارية، بعيدا عن العنف والتمرد.. وهذا ما وجب الانتباه له من طرف السلطة لتفادي القمع الممنهج، وحرمان المشجعين من التيفو، منع القاصرين من ولوج الملاعب، إقحام المندسين وسط الجماهير لإشعال الفتنة وتخريب الممتلكات ايدانا يتدخل القوات القمعية واراقة دماء الأبرياء والذي كان هدفهم الأول والأخير تشجيع فريقهم المفظل، التضييق على أعضاء الالتراس وتلفيق التهم المجانية بكابو الفصيل لردعهم عن الحضور لمباريات فرقهم، وعند مقاطعة الجماهير للمباريات تتأزم الفرق وتنهزم بمياديتها ويتراجع مستوى تألق اللاعبين، وتدعو انت أيها المحامي المحترم ومن معك فئة الشباب المغربي للعودة الى الميادين.
سناج ع الرحمان

IMG 20181219 WA0022 - احداث سوس IMG 20181219 WA0021 - احداث سوس IMG 20181219 WA0020 - احداث سوس
رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *