اعتبر المحلل السياسي والإعلامي المخضرم، خالد الجامعي، أن تكليف الملك محمد السادس للأمين العام لحزب “الاستقلال”، نزار بركة بإيصال رسالة منه إلى رئيس الجمهورية الموريتانية محمد ولد عبد العزيز، “أمر ليس بالبريء، وينطوي على مجموعة من الرسائل”.
وقال الجامعي في تصريح صحفي، “إن تكليف الملك لبركة بهذه المهمة الخاصة قد يكون فيه تهييئا له من أجل ترؤس الحكومة المقبلة في حالة ما إذا احتل حزبه المرتبة الأولى في تشريعيات 2021″.
كما أن هذا الأمر، يقول الجامعي ” يُظهر أن الملك راض تمام الرضا على هذا الحزب وأمينه العام”، مضيفا “وهذا أمر كان منتظر، فعندما أصبح شباط أمينا عاما لحزب الاستقلال جمد بركة نشاطه بالحزب، قبل أن يتم تعينه رئيسا للمجلس الاجتماعي والاقتصادي والبيئي من أجل إعداده لقيادة ذات الحزب، لأنه يستحيل أن يقوده شخص ما دون رضا القصر، لهذا جاؤوا بنزار، فهو ولد دار المخزن، ومن أجل إنعاش الحزب وإحيائه، وهذا الأمر ربما فيه إعداد له (بركة) لكي يصبح رئيسا للحكومة إذا فاز حزبه في الانتخابات المقبلة “.
ويرى المتحدث نفسه أن “اختيار نزار بركة لهذه المهمة فيه رسالة مشفرة لموريتانيا كذلك، بكون ملف الأزمة التي تسببت فيها تصريحات حميد شباط، الأمين العام السابق لحزب الاستقلال بين البلدين قد طوي نهائيا، وأن الأمين العام الجديد لذات الحزب هو من كلف بنقل رسالة الملك الشخصية”.
وأكد متحدث أنه “لا غرابة في أن يكلف الملك زعماء أحزب بمهمة خاصة، حتى ولو كانوا في المعارضة، فقد سبق للحسن الثاني أن قام بنفس الأمر، لأن نظرة الملك لهؤلاء ليست كزعماء أحزاب وفقط؛ بل ينظر إليهم كخدام للعرش وللملك، ويمكن أن يكلف هذا أو ذاك بهذه المهمة أو تلك، ولو أن الاختيار لا يكون بريئا”.
