عادل تشيكيطو/ أحداث سوس
سعار لوبي الأدوية بالمغرب يزداد يوما بعد يوم و يحكم قبضته على وزارة الصحة…ها هو اليوم يفرض ضغوطاته من خلال جهات نافذة داخل وزارة الصحة من أجل تأجيل اعلان صفقة لتزويد المرافق الصحية العمومية بالأدوية المستعملة في علاج مرض التهاب الكبد الفيروسي من نوع (س)، بعدما تم دفع جهات إلى إفراغ مخزون جميع المستشفيات العمومية بالمغرب من هذا الدواء.
كل هذا يحدث في بلدنا العزيز من أجل سواد عيون شركة أمريكية ومن أجل حصولها على الترخيص بالإذن بتسويق نوع من الدواء تصنعه هذه الشركة، رغم وجود ثلاث شركات وطنية تصنع الدواء نفسه.
كنت قد أثرت هذه القضية في البرلمان سنة 2015، بمناسبة مناقشة تقرير اللجنة الاستطلاعية حول الأدوية، وقد تفاعل معي البروفيسور الحسين الوردي وزير الصحة السابق، حيث أعلن عن اطلاق صفقة تزويد المستشفيات بهذا النوع من الدواء خلال أيام بعد إثارتي لها، بعدما تمكنت شركة وطنية من صناعة دواء جنيس لمعالجة داء التهاب الكبد الفيروسي، وحصولها على الإذن بتسويقه بثمن منخفض قدره 3 آلاف درهم مقارنة مع الثمن الذي كانت تبيعه إحدى الشركات الأمريكية بمبلغ يناهز 90 مليون سنتيم.
فما الذي حال دون السماح لشركات مغربية بتسويق الدواء الجنيس لداء الالتهاب الكبدي؟ و هل نجحت لوبيات شركات الأدوية في الضغط على الوزير الدكالي من أجل الحيلولة دون تسويق الدواء الجنيس؟ و ما هو المقابل الذي سيستفيد منه أولئك الذين يضغطون في اتجاه احتكار شركات أجنبية و بالتحديد ذات الأصل الأمريكي لهذا الدواء؟ …
على وزير الصحة أن يتحمل مسؤوليته كاملةً و أن لا يذعن للضغوطات الممارسة عليه…فصحة المغاربة يجب أن تكون فوق أي اعتبار.