دعت مجموعة من الهيئات المجتمعية وممثلين عن الدول المغاربية خلال اليوم الدراسي المغاربي للإعلام الإلكتروني المنظم من طرف المؤسسة المغاربية للتواصل وحوار و الثقافات الى إعادة احياء الحلم المغاربي عبر تظافر الجهود بين القوى الحية و الهيئات المجتمعية، خصوصا في هذه الآونة التي عرفت مجموعة من التغيرات الإقليمية والدولية.
وقد عرف اللقاء حضور وازن لمختلف الفعاليات الإعلامية والدبلوماسية والحقوقية بالإضافة الى بعض سفراء الدول والدكتور لمرابط عيسى باب عضو المجلس الأعلى للشباب، رئاسة الجمهورية الإسلامية الموريتانية الذي أشاد بدور الصحافة الالكترونية في امتصاص الحملات المغرضة، وإعادة توجيه الرأي العام بما يخدم تكامل مصالح البلدان المغاربية، ومواكبة النمو الهائل لعالم رقمي مفتوح وعولمة يمكن استغلالها فيما يخدم الأوطان والمجتمعات.
وأكد عضو المجلس الأعلى للشباب ، على حتمية اتحاد مغاربي تضطلع بها مختلف الفعاليات المغاربية، وخاصة الجهات الإعلامية، لأنها قادرة على رسم خارطة إعلامية قوية تضع في الحسبان خطابا جديدا موجها يحمل القيم الأساسية، ونتاجه على مختلف المجالات الأخرى، كما يوفر الحماية لمصيرنا المشترك.
.
فيما أكد محمد حسني رئيس المؤسسة المغاربية للتواصل و حوار الثقافات فرع تونس على ضرورة تثمين الدور الذي يلعبه الإعلام الالكتروني والذي تجلى واضحا في دور الاعلامي التونسي علي باش حامبة في بزوغ فكرة المشروع المغاربي و التي اعلن عنها سنة 1915 في مؤتمر برلين ، حيث أكد على ضرورة توحيد القوى المغاربية ضد الاستعمار، وقد تكونت حينها لجنة المغرب العربي ، منصة العمل الدبلوماسي الموحد بين شعوب المغرب الكبير ، و توازيها وحدة ميدانية تؤدي عمليات عسكرية ضد المستعمر.
و اشارت الإعلامية الموريتانية زينب ادوموا الى أن مساهمة الاعلام فى زمن السماوات المفتوحة ،تتجلى فى تقارب الشعوب ومد جسور الاواصر بين مكونات شعوب العالم،وفى المغرب العربي حيث تعيش امة واحدة فى خمس بلدان يستطيع الاعلام الجاد ان يلعب دورا كبيرا فى ترسيخ وحدة الشعوب.
و أكدت ادوموا أن مهام الاعلام ترتكز فى تقريب وجهات النظر على المستوى السياسي وردم الهوة بين قادة شعوب المغرب العربي الكبير ، كما ينظر الى الاعلام بوصفه الضامن الوحيد بالتعريف بعادات وثقافات الشعوب المغاربية وبإمكانه ان يسلط الضوء على مايجمع بين شعوب الدول المغاربية بتركيزه على المصير المشترك والتاريخ الواحد.
وقد عرف اليوم الدراسي للإعلام الإلكتروني مجموعة من الورشات والتي تم من خلالها مناقشة مقاربة دور التكنولوجيات الحديثة للإعلام والاتصال و خاصة الصحافة الرقمية في تقوية الهوية الوحدوية و قياس مدى انعكاس المحتوى الرقمي في صناعة الرأي العام المغاربي لأبناء المغرب الكبير، حيث تم من خلال هذه الورشات اعداد تقرير يضم مجموعة من التوصيات لرفعها لمنظمات دولية و للمسؤولين بالدول المغاربية.