مركز بحثي يحلل مضمون الأسئلة البرلمانية ويلامس أثارها الانتخابية

مركز بحثي يحلل مضمون الأسئلة البرلمانية ويلامس أثارها الانتخابية

أحداث سوس18 ديسمبر 2019آخر تحديث : منذ 5 سنوات

“ما مضمون الأسئلة البرلمانية التي يطرحها النواب؟ وما أهميتها وأثرها؟” كانت الأسئلة التي طرحتها إيرين يورك، الباحثة في سلك الدكتوراة بجامعة كولومبيا، خلال دراسة لها، نشرها المركز البحثي “طفرة”.

من خلال تحليل الأسئلة الكتابية التي طرحها النواب البرلمانيون أثناء الولاية التشريعية 20112016 ، وقفت الباحثة على أن هذه الأسئلة تمثل شكلاً مهماً من أشكال خدمة الناخبين. أبرزت الدراسة أن عند سؤال النواب حول الموضوع، أوضحوا أنهم يلجؤون لهذه الأسئلة من أجل الحصول على معلومات متعلقة بدوائرهم الانتخابية، وذلك للضغط على الإدارات من أجل إيجاد حلول للمشاكل المحلية، وفي بعض الحالات، لغرض معالجة بعض المشاكل الفردية التي يواجهها المواطنون.

معطيات الدراسة تكشف أن طرح الأسئلة أثناء جلسات البرلمان يعتبرون دليلاً على أن النواب الذين يطرحونها يبذلون جهوداً من أجل خدمة ناخبيهم، غير أنها تتساءل إن كان المواطنون يعلقون أي أهمية على هذه الجهود؟  ومن أجل الإجابة على هذا السؤال، طرحت الباحثة تساؤلا، حول إن أسفر هذا النشاط الاستفهامي تحت قبة البرلمان عن نتائج إيجابية في صناديق الاقتراع بالنسبة للنواب المعنيين خلال الانتخابات الموالية، أي في سنة 2016؟ مع تسجيل ملاحظة أن بعض الأحزاب قد حققت معدلات أعلى بكثير في الدوائر الانتخابية التي طرح فيها النواب عدداً أكبر من الأسئلة مقارنةَ بغيرهم.

أرقام الدراسة كشفت أنه تم طرح ما يزيد عن 27 ألف سؤال خلال الولاية التشريعية 2011-2016، وهو عدد كبير لا تسهل فهرسته يدوياً، حيث لجأت الباحثة إلى طرائق آلية لتحليل فحوى هذه الأسئلة.

يكشف اطلاعٌ سريعٌ على الفئات الأكثر وروداً في الأسئلة عن توجهات “ملفتة” ويلاحظ أن الإشارات الجغرافية تتواتر كثيراً في الأسئلة وترد في 77% منها غير أنها تتنوع حسب المستوى الإداري: تُعد الإشارات إلى مستوياتٍ عاليةٍ (الدولة أو الجهة) نادرةً جداً، علماً بأن 60 %من الأسئلة تشير إلى ولايةٍ أو إقليمٍ. ويدل ذلك على أن الأسئلة هي وسائل مهمة لتناول المشاكل الحاصلة على مستوى الدائرة، إذ إن هذه المستويات الإدارية هي التي تتناسب ورقعة الدائرة. هذا وتتطرق الكثير من الأسئلة إلى مشاكل الجماعات.

وتشير 3% فقط من الأسئلة إلى المشاكل ذات الطابع الفردي إلا أنه ينبغي الإشارة هنا إلى أن المنهجية التي اعتمدتها الدراسة ربما تُفرِّط في تقدير العدد الحقيقي للأسئلة التي تتطرق لمثل تلك المشاكل. ذلك أن في الواقع، قد لا تذكر هذه الأسئلة دائماً اسم الشخص المعني، كما أن العدد القليل من الأسئلة المرتبطة بالمصالح الشخصية ربما لا يُعد مفاجئاً، ناهيك عن أن البرلمان يُعتبر هيئة وطنية والنواب يمثلون عشرات الآلاف إن لم نقل مئات الآلاف من المواطنين. وتُعد المجالس الجماعية بالتأكيد منتدياتٍ أكثر ملاءمةً لمعالجة المشاكل الفردية.

إحصائيات الدراسة أبرزت أنه كلما ارتفع عدد الأسئلة التي يطرحها حزب ما، ارتفعت النتيجة التي حصلها مقارنةً بسنة 2011؛ ففي المتوسط، يرتبط طرح عدد أسئلة أكبر بعشرة أضعاف مثلاً بارتفاع في النتيجة بنقطة مئوية أو اثنتين، ويُعد هذا الأثر هاماً حين نعلم أنه خلال انتخابات 2016 أدى الفرق بنقطة مئوية واحدة في النتائج إلى تغيير معالم لائحة الفائزين في 25% من الدوائر الانتخابية.

وفي خلاصات دراسة الباحثة الأمريكية، تؤكد النتائج أن الأسئلة البرلمانية تشكل أداة هامة بالنسبة للنواب، حيث تمكنهم من تمثيل دائرتهم ومن تناول القضايا المحلية التي تسترعي الاهتمام. من جهة أخرى تبين النتائج أن النواب المنتخبين يخضعون لنوع من المساءلة أمام ناخبيهم، حيث يفضل هؤلاء تلك الأحزاب التي تنشط على مستوى البرلمان وتمثل أقاليمها وتدافع عن مصالحها.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *