الشاعر والباحث محمد مستاوي من مواليد 1943م بدوار مكزارت اداوزدوت جماعة النحيت إقليم تارودانت. زاول مهنة التدريس لمدة 41 سنة إلى أن تقاعد سنة 2003 ، ويعد من الشعراء الامازيغ المتميزين الذين خدموا القضية الأمازيغية، حيث ساهم في تطوير أساليب الشعر الأمازيغي بشكل كبير منذ السبعينات من القرن الماضي. بدأ مسيرته الشعرية منذ أكثر من أربعة عقود، إذ صدر له أول ديوان شعري بعنوان:” ئسكراف” سنة 1976 م، وفي سنة 1979 م صدر له ديوان:”تاضصا دـ ئمطاون” ، وديوان “ءاسايس ” سنة ،1988 ثم مازاتنيت “2009م”والاعمال الشعرية الكاملة 5 دواوين سنة 2011 ف”ءامالو ن ـ تمرزكين” 2019 .
ومن يتعمق في هذه الدواوين الشعرية ، يدرك أن الشاعر عمل على تطوير مضامينه الفكرية، وأدواته الفنية بدأبٍ وإخلاص ، حيث لامس من خلالها مختلف المواضيع ، وتحدث عن واقعه وظروفه بإسهاب وموضوعية . وستقارب هذه القراءة السريعة ـ المتواضعة ـ ديوانه الشعري الأخير” ءاملو ن ـ تمرزيكين “؛ لأنه يمثل عصارة لما سبقه من دواوين ، وتلخيصا لمختلف القضايا التي لامسها ، وصورة حية لشخصية رجل راكم تجربة وخبرة يلزمنا ان نعض عليها بالنواجد.
يقع الديوان في(112) صفحة من الحجم المتوسط . ويضم(25) قصيدة متنوعة في موضوعاتها” اجتماعية انسانية دينية وطنية ـ أغلبها نظم بين عامي 2013م و 2019م ـ ، و تمتزج معاً امتزاجاً عضوياً بارعاً ؛ الأمر الذي ضمن لها درجة عالية من النضج والعمق والتكامل ، وتتراوح بين الطول والقصر. وقد صدر الديوان في طبعة أنيقة، يتصدره إهداء يشي بما تصطبغ به قصائده من روح إنسانية وأسرية، مفعمة بصدق العاطفة وتوهجها. غلافه مجزأ الى ثلاثة أقسام ، ففي الأعلى صورة لشجيرات اللوز المثمرة ، وفي الاسفل صورة للرحى وبضع حبات اللوز واناء مملوء بمادة “ءاملو” . وبين المشهدين عنوان مكتوب بالحرف العربي ومترجم بتيفيناغ .
دلالة العنوان
لقد حظي العنوان بأهمية كبيرة في التراث العربي، فهو أول ما يواجهه المتلقي من النص، وهو العتبة لتأسيس وعي القارئ بحيث يفتح شهيته للقراءة أكثر من خلال تراكم علامات الاستفهام في ذهنه ، فيضطر الى دخول النص بحثا عن إجابات لتلك التساؤلات بغية اسقاطها على العنوان. وهكذا ففي الوقت الذي يرتبط العنوان توثيقياً ، وخطياً ، ونصياً بقصيدة معينة ، فإنه يكون تنويرياً لأخرى ، هادياً إليها.
وهذا ما ينطبق على العنوان الرئيسي” ءامالو ن ـ تمرزيكين” الذي يشمل في طياته جملة من عناوين بقية القصائد . وأول ما يتبادر إلى ذهن المتلقي عند قراءته هو: ماذا يعني الشاعر بهذا العنوان؟ ولماذا وظف اللفظتين بالذات؟ وما دلالتهما ؟ وهل عنوان الديوان يعكس عناوين القصائد ومضامينها أم لا ؟ وهل يقصد الشاعر من هذا العنوان أن يجعله عنوانا لمراحل حياته؟ أم أنه يمثل صورة عامة عن الأحوال التي قد تمر بالإنسان في الحياة؟
كل هذه الأسئلة تدور في ذهن القارئ بمجرد أن يقع نظره على عنوان الديوان الذي ينبني على علامتين هما: “ءاملو” و” تمرزيكين” وفقاً للتركيب النحوي مضاف+مضاف إليه. إن لفظة “ءاملو” يقصد بها خليط سائل من لوزحلو مطحون وممزوج بزيت الاركَان والعسل ، .ويرمز لدى أهل سوس الى الكرم وحسن الضيافة ، فلا يكاد يفارق موائد الفطور سواء في المناسبات أو غيرها . أما ” تيمرزيكَين ” فيقصد بها حبات اللوز المر التي لا تصلح للأكل ، بل تنحصر الاستفادة منها في استخراج ما بها من زيت. ومتذوقها ينتابه التقزز والنفور فيلجأ الى التخلص منها عن طريق بصقها . وبالتفحص والتدقيق في العنوان يتضح بأنه ذا علاقة متينة مع مضامين القصائد وعناوينها، حيث تُمثل العناوين المواضيع المتغنّى بها، وأسماء لتجارب مرت على الشاعر، أما مضامين القصائد فتُمثل
السرد المفصل لتجارب الشاعر، وما نخلص إليه هو أ نه وفق في اختياره لعنوان الديوان فجعله اختزالاً لدلالات القصائد، كما جعل منه قاموساً لحياته يجسد ويترجم الحالة النفسية والاجتماعية التي يعيشها. ورغم كونه لا يتقاطع لفظياً إلا مع عدد قليلٍ من العناوين نذكر منها، (ئخف اينو ناني ترميت ـ ءامين ءاكم ارحم ربي ـ ئغاك توضن تمغارت ـ ءاطان ـ ئبادل أوزمز ) إلا أنه حاضر في جلها بطريقة غير مباشرة ..
عنوان الديوان مقتبس من قصيدة وردت في “ص” 42 . ولعل مضمونها سيقربنا أكثر من نفسية الشاعر المغلفة بالحسرة والأسى ، وخير دليل على ذلك هو توظيفه للحقل الدلالي المرتبط بالألم والحزن (ئمرزيك ، ءامطا ،تيماغ ، ئيزلفت ،نغنت ، ءانزكَوم ، ءانكيد ، ….وتعني ….البكاء والحزن والقتل والحرق والموت والضيق واليتم ) .
ملامح الحزن والألم في الديوان .
إن الثابت والمعلن في الديوان هو الحزن والحسرة ، أما المتحول والمضمر والمؤجل فهو الشيخوخة والهرم والموت والحساب ، وكلها دلالات تصلح أن تكون عناوين جزئية، لأن هذه الدلالات هي التي حفزت الشاعر لاختيار العنوان الرئيسي. وعموما نستشف من خلال ما سبق أن مدلول “ءاملو” بالنسبة له، هو الواقع أو الحياة بصفة عامة ، و « ايمرزيك » رمز للمرارة والالم والحزن والتوجع. وقد لا ينتابنا أي استغراب حيث يقال بأن البشر يُخبِّئون مشاعرَهم تحت جلودهم. ولكنَّ الشعراء لا يحتملون ذلك. فمشاعرُهم وحزنهم فوق جلودهم. هذا الحزن سمةٌ إنسانيّة عامة, وفي الشعر يبدو أكثر بروزاً وأوسعَ سرياناً في النّفس.
وإذا كان الإهداء هو بمثابة عتبة نصية معبرة عما يخالج الكاتب وهو يبصم لمساته الأخيرة على مؤلفه استعدادا لنشره ـ فالمتأمل فيه سيلاحظ أنه مقدم لكل من: الأب والأم، والزوجة والأبناء والاحفاد، والابن الشهيد وروح المرحوم عموري مبارك والى كل الشعراء الملتزمين بقضية الانسان والوطن …واغلبية هؤلاء التحقوا بالرفيق الأعلى رحمهم الله ، مما يعني أن لفراقهم وقع كبير على نفسيته ، وعلى ديوانه أيضا . فالوالدان خصص لهما قصيدة طويلة من ثمان صفحات تغنى فيها بجميلهما عليه ، ودعا لهما بالرحمة . والمرحوم عموري أهدى لروحه قصيدة رثائية بعنوان ” عموري ءاياسمون” . أما من لقبه بشهيد الضربة الغادرة فهو نجله جبران الذي ما فتئ يذكره أينما حل وارتحل ، وحين تعب من تقديم الشكاوى والاستفسارات حول مصيره دون جدوى ، استسلم للقدر مكتفيا بترديد قوله تعالى (إنَّكَ مَيِّتٌ وإنَّهُمْ مَّيِّتُونَ ثُمَّ إنَّكُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ) .
تلكم إذن بعض الاحالات التي قد ترشدنا لكشف العديد من الخبايا المسكوت عنها تعمدا، لأن شاعرنا لا يحبذ قارئا يتلقى فحسب ، بل هو يريد من خلال ديوانه استضافة قارئ مدرب يتبنى نصوصه ، و يلملم جراح قصائده كما تبنى هو جراح المرضى والمعوزين والعاطلين… ؛ ببساطة : هو لا يقدم إشارات توجيهية تروي ظمأ العطشان في صحرائه القاحلة.
يقول في قصيدة ” زوند ءاغوليد” ص 42
ملي ماسول أو ريالان غوزمزاد
ءافكَان أرالان ئيغايد نتمنيد
ءالا ياضان ار تالات أزالاد
مايك ئينان ادور تالات غوزمزاد
ءالا سوكنس زوند نكي ديان كراض .
فهنا يؤكد أن اللوز المر فقط هو المثمر حاليا، وأن مذاقه شبيه بالعلقم، نافيا وجود شخص لا يذرف الدموع في هذا العصر ، بل دعانا الى الاقتداء به في البكاء والنحيب ليل نهار ولو داخليا ، فلا أحد يمنعنا من ذلك.
وفي قصيدة أخرى بعنوان “ئبادل ءوزمز ” أي “تغير الزمان” ص 86 يقول :
رميغ ئرمي وافود رمين ئفاسن
ئرمي ئزري وادا سا سموقولغ
ئبادل ءوفكَان ءور ئكَي ماس نساول
لاحاغ ئسمون ويليد قايغ ئفاسن
ويليد نتاسي ءازازو ن ـ ئيواليون
يعترف الشاعر بتعب شديد جسديا ونفسيا بسبب المرض الذي ألم به ، الى جانب اختفاء الأصدقاء الذين كانوا يقفون جنبه ويشاركونه همومه ، فغيابهم ألزمه الوحدة وجعله يحن الى الماضي الجميل ، ورغم بعدهم عنه إما أبديا أو ظرفيا ، فلم ينسى أسماءهم وصفاتهم وتصرفاهم …ففي قصيدة ” ئخف ئنو ناني ترميت ” استعرض ما يفوق ثلاثين شاعرا كل باسمه ومنطقته ، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر . قال متحدثا عن المرحوم الشاعر ايحيا بوقدير ـ ابن بلدته ـ
بوقداير احيا افايان ءاغ ئلول دنتان
ميت د ـ ئيسوياس ءاغ ئغي ءاشبار نزراتين
ئكا تميزار ن ـ برا س ـ وحواش ءورد ئميك
ءاتن ئرحم ربي ئموت ئفلد ءاسدرم نس.
فقد أشار الى مسقط رأسه ، وشهرته المتمثلة في تمثيله للمغرب بمعية فرقته الفلكلورية ، وجولاته الفنية في عشرات البلدان ، داعيا له بالرحمة والغفران .
ويصف الشاعر معاناته في قصيدة بعنوان “ءاطان” أي المرض . ص84 يقول :
يويلد واطان ئكَي نـ تاسا ءافاغ ئترس
ءوريديس ياغ ءور نكوم نيك ءاتن كاكلغ
تاسمي ئيمالاس ئكَوت مافلاغ ئكان
ئسروتي دوا ءوركَيكَي ئفيل كرا ناسوس
لقد فاجأه المرض بغتة دون اشعار، وهو غير مستعد وليس له وقت للانشغال به، وبعد اجرائه لفحوصات دقيقة ، أرغمه الأطباء على استعمال حقن وتناول ادوية عجز جسده على تحمل تبعاتها فتأثر كثيرا . وفي نفس السياق ، وفي ص 81 ، وردت قصيدة تحت عنوان ” ئغاك توضن تمغارت ” أي ” حين يلم الداء بشريكة عمرك ” قال فيها :
ئغاك توضن تمغارت ءاطان جاورن
تسوسكن تودرت ءوركين ئيزري يان
ملاس ءور ءوضنت ءاطان نس جاورن
ءور ئكي ءاسكَاس نغ سين ءورد مراو
ءوراد سنفلغ ءوسو س ـ واياض ياواس
لقد ابتليت أم أبنائه بسقم ألزمها الفراش لسنوات ، ووقف بجانبها متجلدا رغم تقدمه في العمر، وانشغال أولاده بأمورهم الشخصية ، غير أنه في نهاية المطاف انصاع لنصيحة من عاشوا نفس التجربة قبله ، فتزوج مرة ثانية ليس للاستمتاع ، بل بنية استقدام من يعتني بهما معا ، مؤكدا في النهاية أنه مجبر على اتخاذ هذا القرار .
وعلى الرغم من أن المقطعين من قصيدتين مختلفتين إلا أن الدلالة السيميائية للحزن تجمعهما في فضاء نفسي وفكري واحد ؛ وذلك أن الألم في المقطع الأول جاء في سياق وصفي لجسد المتكلم ، والألم في المقطع الثاني جاء في سياق معاناة الآخر ، ولا فرق بين الجسدين من حيث التأثير النفسي. لقد دفع الألم الجسدي والنفسي الشاعر الى البحث عن متنفس يفرغ فيه أناته ، ويستعيد بعضا من عافيته ، فادرك أن عزاءه الوحيد هو استعادة ذكريات الماضي ، خاصة فترة الشباب ، حيث خصص لها قصيدة بعنوان ” تيعوزرا ” أي الشباب ، ص 22 استعرض من خلالها جميع المناطق التي زارها آنذاك ، ساردا مختلف مغامراته في تارودانت ، طاطا ، وارززات ، كلميم…وقد كان الشاعر يسرد الأحداث ولسان حاله يردد : ألا ليث الشباب يعود يوما **لأخبره بما فعل المشيب.
يقول في مقطع منها :
تيعوزرا ءاضوييد نراكم
ريغ ءاسول نارا كيكَان نفل
ريغ ءاد نك غيليد ءورنكي
ريغ ءاسول نيسان مادورنسن
تاوسري تكرف ئضارن د ـ ئفاسن
ر ءانبي ءاسكرف ءازلغ نفلتن
تتجلى امنية الشاعر في عودة مرحلة الشباب التي كان ينعم فيها بقوة جسمانية وعقلية ، فهو يرغب في مواصلة مشواره المتمثل في المزيد من التاليف ، وزيارة المناطق التي لم تتح له فرصة الوصول اليها ،ومعرفة ما لم يدركه من معارف ، غير أنه استدرك قائلا بأن الشيخوخة قد عقدت يديه ورجليه ومنعته من الحركة ، وسيعمل جاهدا على التخلص من قيوده.
إن الهروب من واقع غير مريح جعل الشاعر يحن الى مسقط رأسه ” تامازيرت ” تلك المنطقة الجبلية الهادئة التي تبعث في النفس الطمأنينة والسكينة. ولذلك نجده في العديد من قصائده يقر بكونه غير مرتاح في المدينة بالرغم من امتلاكه لمسكن وبجواره أبناؤه وأحفاده . ففي قصيدة ” زوند ءاغوليد ” ص11 يقول :
ءادرار ملات ءوفيغ ريغ ءاكَيس كَاورغ
زوند ءاغوليد سماقلن غيكا د ـ غيكاد
ءور ناني يان ءوراغ ياني كرا زاغد نكين
ءور ساولغ ءور نسلا ئيايساولن كاورغ
تيكمي ئضلان ءاغ ليغ ءور تملول زرتنت
فالشاعر يصرح بأنه لو أتيحت له فرصة البقاء في مسقط رأسه لما غادره ،فهنالك سيخلد الى العزلة فلن يرى أحدا ولن يره أحد ، بل سوف لا يكلم غيره ولا يسمع منه . وقد نجده يبالغ في البوح بمشاعره الى درجة لجوئه لاستبدال اسم المدينة التي يقطن بها ” الدار البيضاء ” بالدار السوداء، مع ما يحمله اللون الأسود من غموض وتشاؤم ويأس . ويسترسل في نفس السياق في قصيدة” سبحانك ءاربي سورفاتي ” ص79.
سبحانك ءاربي سورفاتي سكرغ دنوب
نلا غدار البيضا ئمركس ئمندي دـ ءومكزيز
يات تمزكَيد س ـ مناوت لبارات تين شراب
يان واوال ن ـ صاحت س ـ مراو ن ـ لكدوب.
هنا يسترحم الشاعر ربه طالبا مغفرة الذنوب ، معتبرا أن تواجده بالمدينة قد يعرضه للوقوع ضحية المعاصي ، فبمحاذاة المسجد تتواجد محلات بيع الخمور ، واستفحلت الأكاذيب في وقت توارى كل ما هو صائب ، واختلط الحابل بالنابل ، ودقت ساعة الرحيل الى مكان أمن .
خاتمـــــــــــــــــــــــــة
وختاما لا يسعنا الا أن نؤكد على أن الشاعر محمد مستاوي قد اعتمد في ديوانه على أفكار وعواطف مستمدة من حاجات المجتمع .وكثيرا ما كان الغرض في نظمه الأشعار غاية اجتماعية ، فكان متصلا ببيئته ولم ينفصل عنها قط . وقلبه الرقيق، وحياته المؤلمة والحزينة، واطلاعه على الشقاء المنتشر والمحن والمصائب في طبقات الأمة المختلفة ، كل ذلك دفعه إلى الشفقة والحنان والارتباط بالواقع .وهكذا كان اجتماعيا بطبعه ، حاسا برسالته التوعوية إحساسا خاصا قائما بها مخلصا؛ لأنه لا بدّ للشاعر الذي يرى المسائل الاجتماعية ويريد أن ينشد فيها، أن يمتلك نظرا دقيقا إلى الحقيقة والواقع ليرى الضعف والرخوة والركود و…في المجتمع، لهذا السبب غشي على بصيرته ونظرته طبع متشائم؛ لأنه لم ير من مجتمعه الذي نشأ فيه إلا الكآبة الأليمة ومأساة الحياة المؤلمة فسيطرت على عقائده الشخصية مسحة التشاؤم ولم يكن في إمكانيته أن يضع على هذا التشاؤم بلسم التفاؤل في هذا الأوان.
ذ : المحجوب سكَراني