بقلم: أسماء علالي
حين يتسفيق العالم من الحجر الصحي، و تنتهي الدول من احتساب خسائرها من الأموال و الأرواح، و تترك أزمة كورونا في العالم جروح الغدر أو عربون الوفاء في وقت الشدة..
حين تجتمع الدول العظمى على طاولة الحساب، و يدلي الكل بمديونيته و يطالب بأداء مستحقاته تجاه الآخر..
حين تعيد التكتلات حساباتها، و تقرر طرد البط الأعرج..
حين تتجه عيون العالم بحثا عن الافضل، و بحثا عن الاقوى وبحثا عن الأضمن ..
ستتوجه رؤوس الأموال، و الكل يعلم كم هي جبانة رؤوس الأموال، بحثا عن سماء جديدة و عن اقتصادات جديدة واعدة و ناجعة، حينها سيستيقظ أسد الأطلس النائم، و يزأر بكل قوته حتى تهتز لزئيره أسواق المال فتأتيه طائعة ملبية النداء ..
فرصتك قادمة يا وطني،
قد أعطيت للعالم درسا في الاستقرار حين عصفت ريح الربيع العربي و تزعزعت أنظمة الحكم العربية، أثبثت للعالم أن الاستثناء المغربي رقم صعب في المعادلة ..
و كذلك حين عصفت سنة 2008 أزمة subprimes وخلقت أزمة مالية عالمية تزعزعت لها اقتصادات العالم بأسره و خلفت انهيار أبناك كبرى، مضت الأزمة دون أن يتأثر لها اقتصاد المغرب و أثبت النظام البنكي أنه مبني على أسس سليمة وواقعية ..
حين عصفت موجة الإهاب بفرنسا ضاربة أنظمتها الاستخباراتية في عقل دارها، أثبت المغرب للعالم أن المغرب رقم صعب في المعادلة..
و حين عصفت أزمة كورونا و أتت ريح الهلاك على أنجع الانظمة في العالم، أثبتت يا وطني أنك لا تحتاج دروسا من أحد سواء في التدبير الصحي أو في التدبير الأمني أو في تصور نظامك الاجتماعي التضامني، و أثبثت مرة اخرى أنك رقم صعب في المعادلة..
و كذلك، ستمضي كورونا و سينصفك التاريخ يا وطني، و تأتي فرصتك و يعترف العالم أن المغرب رقم صعب في معادلة الاستقرار الدولي ..
وسنفتخر بك يا وطني ..
سنفتخر بسدودنا التي مكنتنا من توفير استقلالنا وأمننا الغدائي في وقت الشد.. و سنفتخر بفلاحينا الذين مكنوننا من أن نقفل حدودنا ولا نعاني الجوع.. و سنفتخر بمحطاتنا الشمسية التي ستوفر لنا الاستقلال الطاقي.. و سنفتخر بسواحلنا الشاطئية و بثروتنا السمكية.. و نفتخر بأطبائنا و مهندسينا و بكلياتنا و جامعاتنا ..
و قبل كل هذا و ذاك، سنفتخر بحكامتنا الرشيدة و نفتخر كما كنا دائما بملكيتنا و التحامنا حولها كطوق نجاة نلتف حوله و نحن واثقون أنه لن يتخلى عنا ولن يخذلنا ..
عشت يا وطني، عشت يا ملكي وعشت يا شعب المغرب العريق.