تزنيت
“واش لقيتي الكمامة فالحانوت”، “فين شريتيها؟ أنا أخويا قلبت عليها ما لقيتها” وعبارات أخرى صارت حديث كل من التقى صديقا له أو تواصل معه عبر الهاتف إذ لم يعد الحديث مركّزا عن حظر الحجر الصحي بعد أن تعدّاه إلى توفّر الكمامات من عدمها وكان اقتنائها.
وأول ما يثير انتباهك في الشارع، وأنت تخرج لقضاء حاجة ضرورية، هو تواري الوجوه وراء كمامات مختلفة الألوان (أزرق، أخضر، بنفسجي) بعدما دخلت إجبارية ارتدئاها حيز التنفيذ، أمس الثلاثاء.
وبالرغم من تطمينات الدوائر الرسمية بتوافر الكمامات في السوق، إلا أن عددا من المتاجر والدكاكين في تيزنيت تستقبلك بعبارة “ماكاينين تقاضاو” ومن أسعفهم الحظ فقد حصلوا على واحدة أو اثنيتن حسب البائع.
وإلى جانب هذا الأمر، يثير الاستياء أكثر غياب التوزيع العادل من طرف شركة الحليب المكلفة بالتوزيع حسب عدد من البقالة الذين تحدث إليهم تيزنيت 37، ففي الوقت الذي يتوصل فيه بعضهم بعلبتين فقط من 50 وحدة، يتوصّل “المحظوظون” بأكثر من ذلك أو كما عبّر عن ذلك أحدهم “الكليان” وهو أمر لا يجب أن يكون معيارا للتوزيع.
هذه الأمور طرحناها على مسؤول التوزيع بشركة الحليب في تيزنيت من خلال اتصال هاتفي غير أنه امتنع عن إفادتنا بأي معطيات في الموضوع.
وقد أدّت عشوائية التوزيع إلى فرض التنقل على عدد من المواطنين بين متاجر المدينة لا لشيء إلا بحثا عن كمامة بثمن محدد في 0.80 درهم (16 ريال) متسبّبة في ارتباك لا يقلّ عن الارتباك الذي شهدته المدينة وباقي مدن المغرب خلال عملية تسليم شهادة التنقل الاستثنائية.
وعلى غرار المتاجر والدكاكين، نفذت الكمامات من الصيدليات، وحتى إن وجدت فإن ثمنها مرتفع لا يستطيع، المواطن المغلوب على أمره، إليها سبيلاََ.
وتوجد ثلاثة أنواع من الكمامات: النوع الأول يحمل تعريف FFP2، يصل سعر الوحدة منها إلى ستين درهما، وهي موجهة إلى مهنيي الصحة في المستشفيات.
أما النوع الثاني فهو الذي يباع في الصيدليات بتسعة دراهم للوحدة، وتدخل ضمن “المستلزمات الطبية”.
أما النوع الثالث فهو الذي يباع في المراكز والمحلات التجارية، ولا تدخل ضمن المستلزمات الطبية، وتتوفر على معايير حماية مختلفة عن النوعين الأول والثاني.
بتصرف.