رجال السلطة تحت قصف الطابور الخامس

رجال السلطة تحت قصف الطابور الخامس

أحداث سوس11 مايو 2020آخر تحديث : منذ 5 سنوات

في هذه الظروفية الموسومة بالتعاون بين جميع المتدخلين، يقوم السيدات والسادة الصحفيين والصحفيات المحترمين والمحترمات بدور كبير في التحسيس بأخطار جائحة كرونا جنبا إلى جنب مع رجال ونساء السلطة في الصفوف الأمامية، بينما تعمد بعض المواقع والصفحات الفيسبوكية إلى الاصطياد في الماء العكر و الهجوم على رجال السلطة ومحاولة الإساءة لصورتهم والتشهير بهم بدعوى الشطط في استعمال السلطة والاعتداء على المواطنين.
فعوض التركيز على الداء يتم التركيز على الدواء، وعوض التركيز على التعبئة الشاملة للمواطنين للانضباط لتوجيهات الجهات الرسمية واحترام مسافة الأمان وعدم الخروج سوى للضرورة القصوى، يتم التركيز على تدخلات رجال السلطة بعيدا عن مبدأ حسن النية ويتم التشهير ببعضهم ومحاولة نسف مجهوداتهم والتشويش عليهم وإحباطهم بدل محاولة رفع معنوياتهم في هذه الظرفية الإستثنائية.
وهذا يدفعنا لطرح العديد من الأسئلة، هل يشجع هؤلاء المواطنين على خرق حالة الطوارئ الصحية؟ هل يفضل هؤلاء اعتقال مئات الآلاف من المغاربة وربما الملايين لخرقهم حالة الطوارئ الصحية؟ هل يعلم هؤلاء أن المخافر لم تعد تتسع لعدد الموقوفين وأنه لولا المرونة وتحركات رجال وأعوان السلطة وتدخلاتهم لمنع التجمعات لكان الوضع كارتيا؟ لماذا لا نركز على عدم الوعي وخرق حالة الطوارئ والتجمهر من طرف المواطنين؟ ونهدر الوقت والجهد في التحريض على رجال السلطة؟ أليس الأجدر أن يلتزم الناس تلقائيا بإجراءات الحجر الصحي وأوامر الجهات الرسمية ولا يضطر رجل السلطة للتدخل أصلا؟ هل يريد هؤلاء المطبلون أن يرجع رجال السلطة للخلف؟ وتصوروا معي كيف ستكون النتيجة؟
رجال السلطة هم من بعتروا آلاف الأسواق العشوائية التي كانت تغص بالناس لكي يمنعوا انتشار الوباء. رجال السلطة هم أول من
خرج للشارع خوفا على أرواح المغاربة وقادوا حملات تحسيسية استباقية ولا زالوا مستمرين في ذلك يوميا دون هوادة.
رجال السلطة هم من يتتبعون رفقة أعوانهم الحالات المصابة بالفيروس ومخالطيهم ومخالطي المخالطين. رجال السلطة هم من يراقبون الوحدات الصناعية التي لا زالت تشتغل نظرا لطبيعة نشاطها لتأمين استمرارية الحياة، للتأكد من احترام الاجراءات والتدابير الوقائية لكي لا تتحول لبؤر للوباء.
رجال السلطة هم من يمنح الرخص الإستثنائية لمغادرة المنازل لضبط تحركات المواطنين ويقومون بعملية المراقبة أيضا والتأكد من كون الخروج مبرر وللضرورة القسوى.
رجال السلطة هم من ينسقون عمل باقي الأجهزة ويملأون فراغاتها ويتدخلون كلما تم تسجيل مخالفات لكي لا تسوء الأمور.
أليس جديرا ببعض المواطنين المكوث بمنازلهم عوض التجمهر ومنع رجال السلطة من القيام بواجبهم في توزيع المساعدات بمقرات سكناهم؟ أليس من يتجمهرون مواطنين لا يقدرون خطورة الظرفية ويغامرون بأرواحهم وأرواح الآخرين؟ أليس جديرا بالباعة عدم وضع سلعهم وسط الطريق العام وعرقلة السير وإغلاق الممرات؟ أليس جديرا بأصحاب المحلات التجارية احترام أوقات الاغلاق وعدم التمادي في خرق حالة الطوارئ الصحية؟ أليس جديرا بالمواطنين والمواطنات احترام مسافة الأمان وهم يتبضعون؟
وبالمختصر المفيد، فإن استهداف رجال السلطة من طرف البعض هو استهداف لسلامة المواطنين وتشجيع على الموت في ظرفية غير عادية نعلم جميعا خطورتها.
رجال السلطة يخاطرون بأرواحهم من أجلنا، ولا يستحقون كل هذا الجفاء.
لولا هؤلاء لارتفعت نسبة الإصابات إلى الملايين ولكانت السكتة القلبية ولما استطاع أي جهاز آخر ضبط الوضع.
ضغط المواطنين واستهتار الكثيرين وتهورهم هو الدافع دائما لتدخلات رجال السلطة لفرض احترام القانون، فهم يواجهون جائحة الجهل وجائحة الابتزاز وجائحة الإنتهازية وجائحة التهور قبل جائحة كرونا، هي جوائح وليست جائحة واحدة أيها السادة.
فلسنا ضد النقد البناء ولا التقييم الموضوعي للأحداث والوقائع، لكن نحن ضد القصف الممنهج واعتماد خط تحريري معد للسلطة ورجالاتها، وهو ما من شأنه زرع الفتنة وتقويض المجهودات المبذولة.
كما أن التعامل مع بعص الحالات المعزولة يجب أن يتم في إطار التواصل والتنسيق اللازمين مع أصحاب القرار مع مراعاة الظرفية وضغط العمل، وذلك بهدف التوجيه والتقويم بدل التحامل والتشهير.
ومن باب الإنصاف، ورد الفضل لأهله، نحمد الله الذي أكرم بلدنا بهذا الجهاز الذي يجعل المصلحة العامة فوق كل اعتبار، ويعمل دون ملل ولا كلل لتفادي انتشار الوباء رفقة باقي المتدخلين، محاولا تخفيف العبء عن غيره من الأجهزة والرأفة بالأطقم الطبية التي لا يمكننا تحميلها أكثر من طاقتها.
فلولاكم أيها السادة الأفاضل لتحول المغرب لبؤرة كبيرة.

منقول

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *