سجلت الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري، أن المعالجة الإعلامية التي خصتها الإذاعات والقنوات التلفزية الوطنية خلال لأزمة كوفيد 19، هناك اهتمام غير كاف بمخاطر التعرض المفرط لوسائل الإعلام من طرف الجمهور الناشئ إلى جانب رصد ضعف التوازن بين مجهودي الإخبار والتحليل
وأضافت الهيأة المذكورة، ضمن خلاصات تقرير تمت المصادقة عليه من طرف المجلس الأعلى للاتصال السمعي البصري خلال اجتماعه المنعقد يوم 28 يوليوز 2020، حول التعبئة الإعلامية ضد جائحة كوفيد 19 من قبل 24 إذاعة وقناة تلفزية عمومية وخاصة، (أضافت)، أنه أخذا بعين الاعتبار طبيعة ومستلزمات المرحلة الأولى من مواكبة تدبير الجائحة، سجل اهتمام غير كاف، من طرف الخدمات الإذاعية والتلفزية، بالطابع المثير للقلق والخوف في البرامج المتعلقة بجائحة كوفيد 19 بالنسبة للأطفال والجمهور الناشئ بصفة عامة.
وأبرز التقرير، أنه تحول بعض هذه الخدمات لقنوات إخبارية، لم يوازيه تخصيص جزء من برامجها للأطفال الخاضعين بدورهم للحجر الصحي، شأنهم في ذلك شأن الكبار، علما أن الجهمور الناشئ كان يتعرض بشكل مفرط للأخبار المواترة والمسترسلة ذات الصلة بالجائحة، سواء في وسائل الإعلام الكلاسيكية أو الرقمية.
ومن جهة أخرى، رصد التقرير، ضعف التوازن بين مجهودي الإخبار والتحليل، حيث حرصت الإذاعات والقنوات التلفزية على مواكبة الجائحة انطلاقا من مداخل متعددة وزوايا متنوعة، لكن التقرير سجل أفضلية للموضوعات الاقتصادية والاجتماعية، مقارنة بالموضوعات السياسية والثقافية، وكذا ترجيحا للمقاربة التواصلية القائمة أساسا على تقديم أرقام وإحصائيات وعرض بيانات وبلاغات، على حساب المقاربة التحليلية والتفسيرية لموضوع غير مألوف وفي ظرفية مرتبطة بتحديات مركبة ورهانات معقدة، علما أن دعم ثقة المواطن في الإعلام وتقوية قدرة هذا الأخير على تحفيز المواطن على المشاركة الإيجابية في التعبئة الوطنية يبقى رهينا بتحقيق هذا النوع من التوازن.
في ختام الاجتماع، ثمن المجلس الأعلى للاتصال السمعي البصري التفاعل الإيجابي لسائر الخدمات الإذاعية والتلفزية، العمومية والخاصة، مع توصياته السابقة، خاصة وأن التقرير سجل المجهود النوعي والإضافي لهذه الخدمات فيما يخص مثلا بث البرامج التوعوية باللغة الأمازيغية إلى جانب اللغة العربية، وزيادة نسبية في توظيف لغة الإشارة لفائدة الأشخاص الصم وضعاف السمع، مع تخصيص فقرات وبرامج لمحاربة وتفكيك الأخبار الزائفة والمعطيات التضليلية بخصوص الجائحة وتدبير تداعياتها، فضلا عن عدم تسجيل أية حالة تتعلق بوصم المصابين بكوفيد 19، أو المس بكرامتهم أو بحياتهم الخاصة.
كما اعتبر المجلس الأعلى للاتصال السمعي البصري أن تجربة التعبئة الإعلامية المرصودة لمواكبة الأزمة الوبائية خلقت فرصا وأنتجت ممارسات يتعين استثمارها وتطويرها للمساهمة ليس فقط في رفع تحديات المراحل المقبلة من تدبير جائحة كوفيد 19، وإنما أيضا في تقوية الدور الفريد للإعلام في تدبير كل الأزمات، وهو ما يستوجب تنمية القدرات المادية والكفاءات المهنية للإعلام العمومي والخاص، حتى يسهم على الوجه الأكمل، في تعزيز الثقة في الفعل العمومي عبر تحقيق تفاعل خلاق ومستدام بين المرتفقين وجميع دوائر تدبير الشأن العام كشرط لضمان مساهمة المواطن في إبداع الحلول.