متابعة _ مصطفى رمزي
في دورتها الخامسة وفي عز الظروف المناخية المُمطرة والباردة، وبعد جُهد جهِيد وإنتظار طويل تحدى فيه شباب مجموعة “أكادير فامِيلي” [الفايسبوكية] كل الصعوبات والعوائق وجمعوا بأنفة و تضحية ، المساهمات المادية والملابس والمواد الأساسية ، عنوان لعرق جبين التعب، حتى باتت -أول أمس الأحد- الظروف مواتية لتنطلق قافلة “أكادير فاميلي” التضامنية صوب أعالي سلسلة جبال الأطلس الكبير، وبالضبط دوار توزديين- جماعة زاكموزان- إقليم تاليوين، مُحملة بالمساعدات وتبرعات المحسنين قصد التخفيف من معاناة ساكنة هذه المنطقة المعروفة بإنخفاض درجات الحرارة.
وفي هذا الصدد قال “سعيد بنشير” أحد أعضاء المجموعة : “في بادرة إنسانية رائدة دأبنا على إحيائها والمداومة عليها سنوياً، لتفعيل قيم التكافل والتآزر ولكسر عقدة “المغرب المنسِي” قافلتنا التضامنية حطت الرحال بمنطقة تاليوين .. قبل المجئ لهذه المنطقة، توصلنا بكافة المعطيات السوسيو-إجتماعية لأهالي المنطقة (41 أسرة) حتى يتحقق التوزيع العادل لكمية مهمة من الأغطية والملابس والمواد الغذائية الأساسية، التي تم تجميعها وإقتناؤها وإعدادها منذ مدة من خلال عملية يومية إستغرقت أسابيع .. عملنا في مجموعة “أكاديى فاميلي” يرتكز على إحياء خصلتي جميل التآزر وخير التكافل، فضلاً عن دعم الفئات المعوزة والأكثر إحتياجا بالمناطق الجبلية الوعرة المعروفة بقساوة ظروفها الطبيعية وصعوبة مسالكها الطرقية .. تذكروا دائما أنه بقليل من العمل التطوعي الخيري، وإن لمرة في السنة؛ يبقى مدعاة الشرف للوطن ومثال الخير الذي يشبه السنبلة في تكاثره و الشجرة في عطائه.”
المُدهش أن المجموعة إستطاعت تحقيق الأهداف المنشودة في وقت قياسي دون مساعدة أي جهة كانت، سوى مساهمات أعضاء المجموعة وبعض المحسنين، وفي هذا الصدد أكد “مولاي الحسين” أحد مدراء المجموعة، في معرض سؤالنا له عن السر وراء هذا التنظيم الجيد : “مجموعة أكادير فاميلي تعمل بجرعة الحب والإخلاص الذين يعطياننا الطاقة الكفيلة بتحقيق أهداف قد تبدو أحيانا للبعض شبه مستحيلة .. لقد وقفت شخصيا على التخطيط لهذه القافلة بتعاون مع جميع أعضاء المجموعة، وحاولنا بلورة رؤية عملية تنظيمية إنضباطية ، ضمنها شق التموين والإعداد، الذي أخذ منا الكثير .. الآن أؤكد لكم أن القافلة مرت بجميع محطاتها ناجحة ومن حقنا أن نفخر كطاقات شابة واعدة بما أنجزناه حبا للوطن ولنحقق واجب التكافل بيننا نحن أبناء المغرب الذي نعشق ألوان رايته ونحملها”.
وقضى أفراد المجموعة يوما كاملاً رفقة أطفال وساكنة دوار توزديين بجبال تاليوين، حيث قاموا بتوزيع المساعدات على ساكنة الدوار بشكل مُنظم، إضافة إلى القيام بمجموعة من الأنشطة التربوية والترفيهية، لصالح الأطفال، فضلاً عن تنظيم عدد من الفقرات التنشيطية المختلفة.
وبخصوص ساكنة دوار “توزديين”، فقد عبروا عن شكرهم وإمتنانهم لشابات وشباب “أكادير فاميلي” الذين أعطوا نموذجا حيا في الوطنية وروح التضامن والبسمة مرسومة على محياهم؛ وهذا ما لمسناه من خلال طريقة إستقبال القافلة.. مؤكدين على أن قافلة “أكادير فاميلي” التي إستفادت منها حوالي 41 أسرة قد أنستهم موجة البرد والثلج القارس، خصوصا الأطفال منهم، الذين استمتعوا بألعاب تنشيطية وزعت من خلالها الهدايا والملابس و الأحذية والأغطية آملين في أن تتكرر مثل هاته المبادرات الإنسانية التي تفك جانبا مهما من عزلتهم وتهميشهم الذي تئن تحت وطأته دواوير منطقة تاليوين.