أبو وصال .
بعد ظهور وباء كورونا منتصف السنة الماضية قام الجميع وقعد من الخوف وهول المرض الذي اجتاح العالم وأزهق أرواح رجال ونساء كبار في مجالات متعددة ، واليوم أصبح المجتمع المغربي يتهاون أمام هول الوضعية الوبائية التي لازالت مستمرة وبحدة متزايدة.
سوسيولوجيا الشغب والاستهتار بالقانون :
بعد صدور قرار الإغلاق الليلي للمدن المغربية جراء الخوف من انتشار العدوى، رحب غالبية الشعب المغربي بالقرار الذي قيل إنه عين الصواب خصوصا وأن المجتمع عقب الإفطار الرمضاني يعرف انتشارا كبيرا ومتزايدا وارتياد المقاهي وغيرها وهو ما قد يزيد من انتشار الوباء ويعود المغرب إلى نقطة الصفر.
الدارسة المعمقة لهذه الأحداث تؤكد أن المجتمع تنقصه قيم التربية والأخلاق، خصوصا بعد ظهور قاصرين في تحد كبير للسلطات العمومية ، بل منهم من قام بضرب ورشق هذه القوات بالحجارة وهي العملية التي تؤكد خلو المنازل المغربية من قيم التحكم والتربية.
الشرطة المغربية أو الأمن الوطني من التدخل إلى الإدانة :
غالبية المواطنين يردون قرار الحظر إلى الأمن وهو عكس ما يتم تداوله لأن القرار خارج عن الحكومة بتوافقات جماعية ، أما الأمن أو الشرطة لا تقوم إلا بتنفيذ البرقيات العليا وتحافظ على الأمن.
ما وقع بتراست ما هو إلا خليط متجانس من اللاوعي وعدم وجود مبادئ من لدن الآباء والأمهات وأولياء القاصرين الذين تركوا أبناءهم يخرجون للشارع العام ويحدثون الفوضى والضوضاء في صورة تنم عن عدم وجود مسؤولية مشتركة من طرف الآباء والأمهات على حد سواء.
الإدانة القضائية :
بعد هذه التصرفات الخبيثة التي تمس بالنظام العام، وبعد حملة الاعتقالات المزدوجة من قاصرين ويافعين والتي بلغت العشرات حيث تم إحالتهم على الحراسة النظرية بتعليمات وكيل الملك، حيث تم أمس السبت تقديم حوالي 18 شابا منهم قاصرين على أنظار النيابة العامة ليتم توجههم صوب سجن ايت ملول، فيما القاصرين منهم جرى وضعهم رهن الإصلاحية.
واليوم الأحد تم تقديم الدفعة الثانية من الجناة الذين تابعتهم النيابة العامة بتهم خطيرة منها مخالفة حالة الطوارئ الصحية وإضرام النار ورشق القوات العمومية بالحجارة، وهي التهم التي ستغير مجرى حياة عدد من الشباب والقاصرين نحو الأسوأ.
معاناة الآباء والأمهات مع المتابعة القضائية :
ما إن تم توجيه المتابعين نحو السجن ، إلا وخرج الآباء في تدخلات اعلامية ينددون بقبح القرار ويرجعون الأمر إلى الأمن، حيث نسوا ان أبناءهم تسببوا في كارثة إنسانية عظمى انتشرت إلى باقي المناطق المجاورة، إلا أن حنكة الأمن والشرطة التي أحاطت الأمر وتمكنت من توقيف الظاهرة حتى لا تخرج عن السيطرة عن طريق الردع.
التهاون يضيع مستقبل قاصرين أبرياء :
كل المخاوف من الضياع تعود إلى الواجهة، ضاع مستقبل عدد من أبناء إنزكان بسبب التهاون والتقصر وغياب التتبع والمراقبة من طرف أولياء الأمور ، بعدما تسببوا في قهر القوات العمومية في عز الشهر الفضيل ، بكاء وتذمر وصراخ، فما تنفع الندامة بعد الوقوع في المحظور .
رسالة :
هو نداء موجه لكل الفعاليات المجتمعية للوقوف جنبا إلى جنب من أجل القضاء على ظاهرة الشغب وتوجيه القاصرين والشباب إلى تنمية مستقبلهم واقتراح التكوين والتأطير للعدول عن هذه الأساليب المشينة التي تضر خواطر الآباء والأمهات وتخدش صورة المجتمع الذي يعيش الهدوء الدائم.