بوريطة: المغرب غير ملزم بحماية حدود الآخرين.. وإسبانيا مطالبة بحل الأزمة التي خلقتها

بوريطة: المغرب غير ملزم بحماية حدود الآخرين.. وإسبانيا مطالبة بحل الأزمة التي خلقتها

أحداث سوس24 مايو 2021آخر تحديث : منذ 4 سنوات

جدد وزير الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، التأكيدَ على أنّ “المغرب غيرُ ملزم بحماية حدود غير حدوده”، مشيراً أنّه بالحديث عن الحقائق، وبعيداً عن الخطاب العاطفي فإن “المغرب ليس دركياً ولا بوّاباً لأوروبا لحماية حدود ليست له”.

وتابع ناصر في حديثه للإذاعة الفرنسية “أوروبا 1” أن المغرب يقوم بجهود كبيرة في مجال الهجرة، “ليس اتباعاً لأوامر أو من منطلق الإجبار، بل من منطق الشراكة التي تجمعه بإسبانيا، والاتحاد الأروبي”، قبل أن يستدرك بالقول: “لكن الشراكة ليست انتقائية، الشراكة تعني أولاً وقبل كل شيء فهم المصالح الاستراتيجية للشركاء”.

“لا يمكنك التخطيط ضد شريكك في الليل وتطلب منه أن يكون مخلصًا في اليوم الموالي”ـ ناصر بوريطة

وفي جوابه على سؤال حول الادعاءات التي تقول إنّ المغرب يستغل ملف الهجرة للحصول على دعم مادي أوربي، أبرز بوريطة أن “المغرب لم يسبق له أن تحرك لتقديم خدمة بمقابل مالي”، موضحاً أنّ ما يحصل عليه المغرب في المتوسط ​​من الاتحاد الأوروبي لا يتجاوز 300 مليون يورو سنويًا، أي أقل بـ 20٪ من التكلفة التي يتحملها في محاربة الهجرة.

وشدّد المسؤول الحكومي أنّ أزمة هجرة ولدت من أزمة سياسية بين شريكين، مشيراً أنّ هذا “المغرب الذي يحاول البعض تقديمه كشرير، قام خلال السنوات الأربع الماضية، بتفكيك 8000 خلية لتهريب البشر وأحبط 14000 محاولة هجرة غير شرعية منها 80 في مدينة سبتة، كما تبادل 9000 معلومة مع إسبانيا حول الهجرة غير الشرعية”.

وأعاد بوريطة التأكيد أن “حسن الجوار ليس طريقا ذا اتجاه واحد”، مؤكّداً أن الشراكة يجب أن تقوم على حماية المصالح، بالتالي “لا يمكنك التخطيط ضد شريكك في الليل وتطلب منه أن يكون مخلصًا في اليوم الموالي”.

“لا ينبغي تشتيت النقاش واختلاق أزمة غير موجودة بين المغرب والاتحاد الأوروبي”

وأوضح الوزير أن إسبانيا خلقت أزمة وتريد أن يتحمل الاتحاد الأوروبي مسؤوليتها، بالرغم من أنها لم تتشاور معه قبل الإقدام على اتخاذ قرارات تمسّ المصالح المغربية، أو قبل خرق معايير تأشيرة شينغن، وقبول الإدخال الاحتيالي لعنصر خطير مطلوب لدى العدالة”.

وخلافاً لتصريحات وزيرة الخارجية الإسبانية، كشف بوريطة توقّف التواصل بين البلدين، بعد عدم إبلاغ المغرب بقرار إسبانيا استقبال ذلك الشخص. وفي نفس السياق تساءل المسؤول المغربي: ” هل من الطبيعي في دولة القانون تزوير جواز السفر وتزييف الهوية لإدخال شخص ما إلى الأراضي الأوروبية، وهو متابع في 4 قضايا تتعلق بالاغتصاب والعنف والتعذيب؟”.

“إسبانيا تسبّبت في الأزمة، والأمر متروك لها لإيجاد الحل”

وأكّد بوريطة أن المغرب يفرّق بين العلاقات “الجيدة للغاية” التي تجمعه بمعظم دول الاتحاد الأوروبي، والأزمة الثنائية الناتجة عن “موقف عدائي من الطرف الإسباني”، مشيراً أنه لا ينبغي تشتيت النقاش وخلق أزمة غير موجودة بين المغرب والاتحاد الأوروبي.

وعن مستقبل العلاقات المغربية الإسبانية، أشار بوريطة أنّ المسألة تتعلّق بمشكلة ثقة واحترام متبادل مع شريك مباشر، ناتجة عن أزمة تسبّبت فيها إسبانيا بالتالي “الأمر متروك لها لإيجاد الحل”، لافتاً أنها إذا فكرت في اتباع نفس إجراءات إدخال الرجل إلى إسبانيا في إخراجه “فهي بذلك تبحث عن تفاقم الوضع أكثر وحتى في قطع العلاقات”.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *