تفاجأ العاملون بجمعيتي حماية ورعاية الصم وأرض الأطفال بأكادير، صباح الأربعاء، بعملية إخلاء مقر الجمعيتين من طرف السلطات المحلية للمدينة، وذلك بحجة إخلاء الملك الجماعي، كما نص على ذلك قرار إداري للمجلس البلدي، تقول الجمعيتين إنه تم الطعن فيه.
وبحسب فاطمة الشعبي، رئيسة جمعية أرض الأطفال بأكادير، فإن عملية إخلاء المقر كانت مفاجئة بعد التوصل بالقرار يوم الاثنين 21 يونيو، حيث قامت السلطة العمومية بكسر الأبواب الرئيسية للمقر بالإضافة لباب الإدارة، وذلك بحضور المستخدمين والأطفال الذين انتابتهم حالة من الخوف، كما تعرضت إحدى العاملات للإغماء، مضيفة أنهم تلقوا تعليمات من السلطة بضرورة إفراغ المقر من تجهيزاته على الفور تحت طائلة المصادرة و نقلها إلى المحجز البلدي.
وشددت ذات المتحدثة أن المقر يشهد في الوقت الراهن حالة استنفار بعدما تم نزع الأبواب و ترك تجهيزات الجمعيتين وأرشيفها عرضة للضياع، إلى جانب هدم فضاء للألعاب تم تجهيزه من طرف المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، مشيرة إلى أن العاملين سيقومون مسنودين بحقوقيين ومستفيدين بالإضافة إلى ساكنة المدينة، وخاصة أكادير القديم، الذي يمثل العمق المدني للجمعيتين، بالاعتصام في المقر إلى حين إيجاد حلول.
وحول أصل المشكل، أوضحت الجمعوية أن المجلس البلدي لمدينة أكادير أبدى رغبته في استعادة المقر التابع للملك الجماعي، والذي تستغله الجمعيتين منذ تسعينيات القرن الماضي، من أجل استغلاله في احتضان إحدى المشاريع، حيث علل هذه الخطوة بدخول هذا الوعاء العقاري في إطار برنامج تهيئة المدينة، مشيرة إلى أن الخلاف يكمن في البدائل التي قدمها المجلس للجمعيتين، والتي لا ترقى لاحتياجات ذوي الاحتياجات الخاصة، الذين يوجد بينهم 80 تلميذا يستفيدون من الدعم المدرسي، و30 امرأة تستفيد من ورشاء الخياطة، و 70 مستفيدا من الجنسين في ورشات الحلاقة، و 20 مستفيدا يعانون من إعاقات سمعية.
وأضافت أن المجلس اقترح على الجمعيتين منحها قاعات في منطقة أنزا من أجل احتضان أنشطتها، وهو المقترح الذي جرى رفضه بسبب بعد هذه القاعات عن مقرات سكنى المستفيدين من الأطفال وعائلاتهم، والتي تتمركز بأحياء أكادير القديم، إلى جانب صغر حجم هذه القاعات بالمقارنة مع عدد المستفيدين والأنشطة المختلفة التي تقدمها الجمعيتين، كالمكتبة وقاعة للإعلاميات والمطعمة ومجموعة من الورشات الأخرى.
وتابعت ذات المتحدثة أن أحمد حجي، والي جهة سوس ماسة، أكد بدوره خلال اجتماع، عدم جدوى هذه البدائل، داعيا الجمعيتين إلى اقتراح حلول مرحلية في انتظار بناء مقر جديد، حيث اقترحت الجمعيتين تعويض المقر موضوع الخلاف بدار الحي الفضية ودار الحي ابن زيدون بأكادير، وهو المقترح الذي رفضه المجلس البلدي بدعوى استغلال هذه الدور من طرف جمعيات أخرى تتوفر على تراخيص، رغم أن هذه المقرات في الواقع مغلقة، على حد قولها.
وبالرجوع إلى قرار الإخلاء، قالت المسؤولة الجمعوية إنها تفاجأت بعدم إدراج مقترحات الجمعيتين في المحضر الذي تم على أساسه تنفيذ القرار، وبالمقابل تم إدراج نقطة تفيد رفض الجمعيتين للبدائل المقدمة من طرف المجلس البلدي، وهو ما يخالف الحقيقة، ما دفعها إلى الطعن في القرار.
وكانت الجمعيتين قد توصلتا بمراسلة من المجلس البلدي يطالبهما فيها بضرورة إخلاء المقر المذكور قبل تاريخ 15 أبريل الماضي، وذلك بناء على طلب من شركة التنمية المحلية سوس ماسة للتهيئة، من أجل تنزيل مشروع المركب الثقافي بالمعهد الموسيقي الذي يدخل ضمن برنامج التنمية الحضرية لأكاير 2020-2024.