يعيش المستشفى الجهوي الحسن الثاني بأكادير، في الآونة الأخيرة كغيره من المستشفيات المغربية، وضعا صحيا مقلقا إثر تطور الحالة الوبائية، بعد أن باتت أكادير تسجل أرقاما قياسية في عدد الإصابات بفيروس كورونا، وهو ما يشكل ضغطا رهيبا على المستشفى في ظل النقص الحاد في الأطر الطبية والتمريضية، إلى جانب بعض الممارسات السيئة المستشرية داخل المستشفى و غياب النزاهة والشفافية في تقديم الخدمات الصحية و غيرها من أوجه الفساد الذي تعرفه هذه المؤسسة الصحية.
وما يؤكد ذلك، خروج مصابين بكورونا وعائلاتهم للحديث في شهادات صادمة عن ظروف استشفائهم الحاطة من الكرامة والتمييز في الاستفادة من الخدمات الصحية على حد وصفهم، إلى جانب الضغط الكبير على الطاقم الطبي والتمريضي، مما يؤثر على آدائه ويستنزف قواه ومعنوياته، الأمر الذي يزيد من حدة التساؤلات حول القرارات الاستعجالية التي سيتخذها الوزير الوصي عن القطاع لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
وسبق وأن تطرقنا في مقال سابق، إلى أن هذا الوضع يحتاج من وزير الصحة، تدخل حازم وصارم من أجل وضع الأمور في نصابها والوقوف على المشاكل الحقيقية التي تؤدي إلى هلاك المرضى بين أقسام أجنحة كوفيد 19 بالمستشفى الجهوي الحسن الثاني بأكادير خاصة بعد أن باتت جهة سوس ماسة تسجل وفيات كبيرة، أم أن المستشفى الجهوي الحسن الثاني بأكادير لا يدخل ضمن أجندة الوزير بعد أن قام بزيارة إلى كل من الصويرة ومراكش دون أن “يعرج” على مستشفى أكادير للوقوف على الأزمة التي يتخبط فيها.
ويراهن المرضى وعائلاتهم على تدخل وزير الصحة واتخاذ قرارات عاجلة من أجل وضع الأمور إلى نصابها و ووضع حد للسماسرة الذين يتاجرون في حياة المرضى ومعالجة التحديات التي تواجه الجهة والتي تتطلب تعبئة كل الطاقات ومضاعفة المجهودات التي يستوجبها الضمير المهني للقيام بالواجب على الوجه الأكمل والوعي بحجم المسؤولية في هذه الظرفية الحرجة حتى نتجاوز هذه المحنة ، مع الضرب بيد من حديد لاجتثاث “الفساد والمفسدين ومحاربة بعض الممارسات السيئة والخبيثة المستشرية بكثرة !!!!!
ترى فهل سيتدخل وزير الصحة ويقوم بتصحيح الأعطاب وتقويم الاختلالات قبل فوات الأوان أم أن دار لقمان ستبقى على حالها في انتظار سقوط المزيد من الضحايا؟؟
ما ينبغي التأكيد عليه، أن الأزمة الصحية عرت على مستوى التهميش الذي تعرفه المنظومة الصحية بسوس ماسة لسنوات، سواء من حيث النقص الكبير في الموارد البشرية التي تشتكي بدورهها على الدوام من ضعف الإمكانيات وغياب الأجواء المناسبة للاشتغال رغم أن للجهة مؤهلات فلاحية واقتصادية وبشرية مهمة.