أحداث سوس
لأزيد من أسبوع، ما يزال مشكل تغير طعم ولون الماء الصالح للشرب بمعظم أحياء مدينة مراكش مستمرا، مما عمق ضرر المواطنين المراكشيين، خاصة لتزامن هذا المشكل مع شهر رمضان.
ولتجاوز هذه المعضلة، يلجأ المواطنون المتضررون لاقتناء المياه المعلبة خوفا من الأضرار التي قد يسببها ماء المنزل، الذي تشرف عليها الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء “راديما”.
في هذا السياق، وجهت النائبة البرلمانية عن اللائحة الجهوية لحزب التقدم والاشتراكية، مليكة أخشخوش، سؤالا كتابيا لوزير التجهيز والماء، نزار بركة، تسائله عن التدابير المستعجلة التي تنوي وزارته اتخاذها من أجل رفع الضرر عن الساكنة المذكورة لضمان الاستفادة من حقها في ماء صالح للشرب، وتتوفر فيه شروط الصحة ومعايير السلامة.
وقالت أخشخوش في سؤالها، الذي اطلعت جريدة العمق على مضمونه، إن سكان مناطق متفرقة بمدينة مراكش يعانون جراء تغير في طعم ولون ورائحة المياه المخصصة للشرب، الشيء الذي جعلهم يعيشون حالة من القلق على صحتهم، دفعت ببعضهم إلى اقتناء قنينات المياه رغم تكاليفها الباهظة، في حين لجأ فيه آخرون إلى البحث عن عيون وآبار قد تكون مياهها صالحة للشرب.
وحسب ما عاينته جريدة “العمق”، في بداية الأمر، فقد ظهر لأول مرة في بعض الأحياء الأسبوع الماضي حيث أصبح لون الماء يميل إلى الحمرة وأصبحت رائحته وطعمه يمنعان من استهلاكه، قبل أن يبدأ المشكل في الانتشار في أحياء أخرى، ومازال مستمرا إلى غاية كتابة هذه الأسطر.
وبعد تدخلات لحل المشكل، عاد لون الماء لطبيعته، إلا أن طعمه ما يزال متغيرا، ويمنع من استهلاكه بسبب ملوحته، كما أنه يؤثر سلبا على الطعام أو العصائر المعدة به.
هذا وأكد مواطنون وفاعلون جمعويون في تصريحات متطابقة، لجريدة “العمق”، أن الوكالة المستقلة بررت هذا التغير ببعض أشغال الصيانة وأنها أوشكت على الانتهاء منها، فيما علمت جريدة “العمق” أن بعض الهيئات المدنية بصدد إعداد عرائض احتجاجا على الضرر الذي تسبب فيه تغير لون ورائحة الماء.
من جهتها، اختارت الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء بمراكش، الرد الأسهل، وذلك بالتأكيد على أن الماء الموزع يستجيب لجميع المعايير المعتمدة، حيث قالت في بيان توضيحي إن “الماء الموزع على مستوى المدينة يستجيب لجميع معايير التوزيع المعتمدة من طرف المصالح المختصة”.
وعلقت الوكالة في بيانها على شكايات المواطنين التي توصلت بها بقولها “وتبعا لبعض الشكايات المتعلقة بتغيير في خصائص الماء الصالح للشرب”، فإنها تؤكد أن الماء الموزع يستجيب لجميع معايير التوزيع المعتمدة من طرف المصالح المختصة”، قبل أن تعترف بوجود تغير في الماء، والذي عزته إلى “تغيير مصادر التوزيع، نظرا للظرفية الحالية المتعلقة بانخفاض في الموارد المائية، والتساقطات المطرية التي تعرفها المدينة”.
إلى ذلك، لم يوضح بيان الوكالة علاقة التساقطات التي تعرفها المدينة بالتغير الذي طرأ على الماء، خصوصا وأن جميع مصادر مياه مراكش تبعد عن المدينة الحمراء بكيلومترات عدة.
من جهة أخرى قالت الوكالة إن “تشغيل المنشأة المنجزة في السنوات الأخيرة، والتي كلفت كلا من الوكالة والمكتب الوطني للماء الصالح للشرب (فرع الماء) استثمارات جد مهمة، من أجل تأمين تزويد المدينة بالمياه الصالحة للشرب، وذلك من أجل الاستجابة لمتطلبات الساكنة وتأمين توفير هاتة المادة الحيوية، خصوصا ونحن على مقربة من دخول شهر رمضان الكريم، وحلول فصل الصيف”.
وتابعت أن “تغيير مصدر التزويد لا تأثير له على جودة المياه ومطابقتها للمعايير الجاري بها العمل، لاسيما المعيار المغربي (NM 03-7-001 و NM 03-7-02)”.
وجددت الوكالة حرصها، وفق البيان، على القيام بجميع التحاليل المخبرية اليومية والمراقبة الدائمة سواء داخل المختبرات الخاصة بها، أو المختبرات الخارجية التي تتمتع بكل صفات الاستقلالية والحياد في تقديم النتائج، مشيرة إلى أن الأمر يتعلق بـ”مختبرات معتمدة من طرف المصلحة المغربية للاعتماد بوزارة الصناعة والتجارة، بما فيها مراقبة المكتب الصحي، والمكتب الوطني للماء الصالح للشرب (فرع الماء)، ومندوبية الصحة”.
أما في ما يخص تغير لون الماء الصالح للشرب الذي عرفته بعض الأحياء، أبرز المصدر أنه “يعتبر مسألة آنية وظرفية نتيجة تغيير نظام التوزيع بالمركب الهيدروليكي الجديد”، مضيفا أن “وضعية التوزيع حاليا طبيعية، وأن جميع فرق الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء بمراكش معبأة من أجل ضمان وتأمين التوزيع بالجودة المطلوبة، وطبقا للمعايير الجاري بها العمل”.