أحداث سوس
تستمر مناورات البرلمان الأوروبي المستهدفة للمغرب بإصدار مواقف عدائية تجاهه، آخرها التصويت على توصية تطالب بمنع ممثلي الدولة المغربية من الولوج إلى مقر البرلمان الأوروبي حتى إنهاء التحقيقات في قضية فساد مزعومة.
التوصية التي صوت لصالحها، أمس الخميس، 401 برلماني، وامتنع 133 آخرون عن التصويت، واطلعت هسبريس على نسخة منها، تطالب بـ”التحقيق الكامل في قضايا الفساد التي تنطوي على دول تسعى إلى التأثير في البرلمان، واتخاذ التدابير اللازمة في هذا الصدد”.
وفي هذا الإطار، قال الموساوي العجلاوي، أستاذ جامعي خبير في العلاقات الدولية، إن “هذه المناورات والمواقف تعكس قبل كل شيء تخبط البرلمان الأوروبي في رسم سياسة نحو دول تقع جنوب القارة، خاصة دول شمال إفريقيا”، موضحا أنها “مواقف سياسية تهدف للضغط على المغرب من أجلب الحصول على امتيازات”.
وقال العجلاوي، ضمن تصريح لهسبريس، إن ما يتم ترويجه بشأن الفساد “المغرب بعيد عن هذه الممارسات، ومن يدعي شيئا عليه إثباته”، مشددا على أن ما يقوم به البرلمان الأوروبي اليوم هو “محاكمة ادعاءات واتخاذ موقف قبل انتهاء التحقيق، وهو أمر غريب ويؤكد أنها مواقف سياسية تهدف للضغط على المغرب من أجلب الحصول على امتيازات… المغرب واضح ويرد على هذه التوصيات باللجوء إلى القضاء”.
وأوضح الخبير في العلاقات الدولية أن موجة العداء من قبل البرلمان الأوروبي تجاه المغرب، “تأتي في سياق دولي يتسم ببناء خرائط جيو-سياسية جديدة”، معلقا بأن “بعض الأطراف لا تريد للمغرب أن يكون رقما كبيرا في الخريطة الجيو-سياسة، خاصة في منطقة البحر الأبيض المتوسط”.
وأكد العجلاوي أن ما يحدث “يثبت أن البرلمان الأوروبي في حاجة لإعادة النظر في علاقاته مع دول الجنوب، خاصة بعد ما يقع مع دول الجوار، فـأوروبا لها مشكل مع روسيا وعدم توحيد الموقف بشأن الحرب الأوكرانية الروسية وكذا بشأن استيراد الغاز، ناهيك عن مواقف متعددة بين دول شمال القارة وشرقها وبين الجنوب والغرب”.
وسبق أن رد المغرب بشكل رسمي على ما تم ترويجه خلال الأسابيع الماضية بشأن وجود شبهات فساد داخل أروقة الاتحاد الأوروبي، حيث أكد ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، أن الشراكة الاستراتيجية بين الرباط وبروكسيل تتعرض لمضايقات وتحرشات إعلامية وبرلمانية.
وشدد بوريطة خلال لقائه بالممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، جوزيب بوريل، على أن “المضايقات والهجمات الإعلامية المتعددة” التي تستهدف الشراكة بين المغرب والاتحاد الأوروبي، “تأتي من الأشخاص والهياكل التي أزعجها هذا المغرب الذي يحرر نفسه ويعزز دوره، هذا المغرب الذي يبرز نفسه دون تعقيد في جيو-سياسته الإفريقية”.