ذكرت مصادر مطلعة أن انطلاق عملية بيع الفيلات الفاخرة بمشروع “تغازوت باي”، التابع للذراع العقاري لصندوق الإيداع والتدبير (CGI)، شهدت حالة من الفوضى واحتجاجات واسعة. وتأتي هذه الاحتجاجات على خلفية اتهامات بتبني أساليب غير شفافة في بيع هذه العقارات، رغم وجود حجوزات مسبقة لبعضها منذ مدة طويلة.
اتهامات بغياب الشفافية
بحسب المصادر ذاتها، فقد توافد المحتجون منذ ساعات الصباح الأولى إلى نقطة البيع المحددة، وبعضهم أقام في الفندق الذي احتضن عملية البيع منذ اليوم السابق، على أمل ضمان حجز الفيلات التي يرغبون في اقتنائها. إلا أن هؤلاء تفاجؤوا بعدم تمكنهم من إتمام عمليات الحجز، وسط اتهامات ببيع معظم الفيلات مسبقًا لجهات معينة، من بينها شخصيات نافذة، في ظروف وصفت بأنها تفتقد للوضوح والشفافية.
تضارب بين الإعلانات والواقع
وأفادت المصادر أن الإعلان الصادر عن CGI، الذي روّج لاعتماد المؤسسة للشفافية في عملية البيع، كان مجرد خطوة للتسويق الإعلامي. بينما أظهرت الأحداث أن أغلب الفيلات المطلة على شاطئ تغازوت قد تم تخصيصها مسبقًا، مما أثار استياء واسعًا لدى المواطنين، خاصة من ساكنة أكادير والجهة. وقد وصف بعضهم عملية البيع بأنها تمت في “جنح الظلام”، بخلاف ما تم الإعلان عنه رسميًا.
إغلاق مكتب البيع ومحاولة التهدئة
في مواجهة هذا الغضب، أقدم مسؤولو المشروع على إغلاق مكتب البيع وتوقيف العملية مؤقتًا. كما وعد مسؤولو CGI المحتجين بإنشاء شطر ثانٍ من الفيلات الفاخرة في المنطقة لاستيعاب الطلب المتزايد.
تفاصيل المشروع
تتراوح أسعار الفيلات المعروضة بتغازوت باي بين 400 مليون ومليار سنتيم، ويعد المشروع جزءًا من المخطط الأزرق الذي يهدف إلى تعزيز التراث الطبيعي والثقافي لمنطقة سوس. يمتد المشروع على مساحة 615 هكتارًا، تشمل 4.5 كيلومترات من الشواطئ، وتم تنفيذه بالتعاون بين صندوق الإيداع والتدبير، والشركة المغربية للهندسة السياحية، ومجموعة أليانس للتنمية العقارية، وشركاء الجنوب.
تظل تطورات هذه القضية محط أنظار الرأي العام، خاصة في ظل التساؤلات المتزايدة حول مصداقية عملية بيع هذه العقارات ومدى التزام الجهات المشرفة بالشفافية المطلوبة.
