نظّمت الجمعية المغربية لتربية الشبيبة فرع الكردان، بشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل – قطاع الشباب، والجامعة الوطنية للتخييم، مخيمًا قارًا موضوعاتيًا بدار الطالب والطالبة بالكردان، خلال الفترة الممتدة من 5 إلى 10 ماي 2025، تحت شعار: “مخيم صغار الفلاحين: نزرع اليوم ونحصد غدًا”. وقد استفاد من هذا المخيم 82 طفلًا وطفلة تتراوح أعمارهم ما بين 7 و15 سنة ينحدرون من العالم القروي وةالشبه حضري٠.
جاء تنظيم هذا المخيم في سياق تربوي يهدف إلى ترسيخ قيم العمل الفلاحي والوعي البيئي لدى الأطفال، من خلال مجموعة من الأنشطة النظرية والميدانية التي لامست مختلف جوانب الفلاحة والزراعة وتربية الماشية و التلفيف، في قالب تربوي ترفيهي متوازن.
تميّز البرنامج العام للمخيم بتنوع وغنى كبيرين، حيث افتُتح المخيم بحفل استقبال وعرض تعريفي حول البرنامج والأهداف، ثم تتابعت الورشات النظرية التي تناولت مواضيع الفلاحة البيئية، أسس الزراعة المستدامة، أهمية الماء والتربة، وتربية الحيوانات في الوسط القروي. وقد تم تقديم هذه العروض بأسلوب مبسط وتفاعلي يتماشى مع فئة الأطفال المستهدفة.
وفي الجانب العملي، نُظّمت زيارات ميدانية إلى ضيعات فلاحية ومعامل لتلفيف المنتوجات الفلاحية بصفة عامة و البرتقال بصفة خاصة، مما أتاح للمشاركين فرصة الاحتكاك المباشر مع البيئة الفلاحية والتعرف عن كثب على مراحل الإنتاج الزراعي وطرق تربية الماشية. كما شارك الأطفال في ورشات تطبيقية كزراعة البذور في الأحواض، إعادة التدوير، والرسم حول البيئة والفلاحة.
ولم تغب الأنشطة الترفيهية والثقافية عن برنامج المخيم، إذ تم تنظيم مسابقات، ألعاب كبرى، أمسيات فنية، وسهرات تربوية عززت روح التعاون والمرح بين الأطفال، وساهمت في صقل مهاراتهم الاجتماعية والتواصلية.
عرف المخيم نجاحًا كبيرًا على جميع الأصعدة: تنظيم محكم، تفاعل إيجابي من المشاركين، تعاون كبير من الشركاء المحليين، وارتياح واضح لدى الأسر. كما لمسنا أثرًا تربويًا واضحًا من خلال تفاعل الأطفال واستيعابهم للمفاهيم المقدمة و دلك حسب قول السيد صلاح بوحوش رئيس المخيم، وهو ما يشجع الجمعية على تكرار هذه التجربة في محطات قادمة.
نورالدين ايت أمغار عضو اللجنة الإدارية للجمعية أكد في تصريحه لأحداث سوس “لقد كانت تجربة هذا المخيم الموضوعاتي تجربة رائدة بكل المقاييس، حيث تمكّنا من ترجمة المشروع البيداغوجي إلى واقع ملموس، من خلال برنامج غني ومتكامل يجمع بين التربية، التكوين، والترفيه. الأطفال المشاركون تفاعلوا بشكل رائع مع الأنشطة النظرية والميدانية، مما يدل على أهمية مثل هذه المبادرات في تعزيز الوعي البيئي والفلاحي منذ الصغر”
وأضاف ” نورالدين” إن نجاح هذا المخيم لم يكن ليتحقق لولا هذا التضافر المثمر بين كل الشركاء والفعاليات، مما يعكس روح التعاون الجماعي والتقاطع بين الجهود التربوية والتنموية”.







