ايت ملول :واقع مؤلم…المنتخبون في صمت رهيب

ايت ملول :واقع مؤلم…المنتخبون في صمت رهيب

azmmza1312 مايو 2018آخر تحديث : منذ 6 سنوات

مراسل :رشيد اركمان
اذا غابت الأخلاق وانكسرت دينامية المسؤولية وأصبحت المناصب لغيرها تغلب “الانا”وتغرق المبادئ في ظلمات التسيير المصلحي وتنطبق القاعدة المدرجة  على اهلها “الله انجيك من المشتاق الا ذاق”.هكذا تنحصر المصالح وسط المقربين وتستمر حكاية “باك صاحبي”هكذا واقع من تحمل مسؤولية الشان المحلي بايت ملول وينتظر المواطنون تحقيق انتظاراتهم .
انطلاقا من تموقعها الجغرافي والاقتصادي تعتبر مدينة ايت ملول من  المدن المغربية التي عرفت نموا منقطع النظير إنطلاقا من سبعينيات القرن الماضي وصولا الى السنةالحالية 2017 فخلال هذه الفترة الزمنية إتضح بالملموس المدى الإستثنائي لدينامية التطور الديمغرافي والسكاني والصناعي للمدينة والتي أضحت واحدة من أهم الأقطاب الصناعية بإحتوائها على أحد أكبر الأحياء الصناعية بالمغرب (354 هكتار) مايمكن جماعتها الحضرية من دخل مهم فيما يخص إستخلاص الرسوم الضريبية ناهيك عن العوائد في مجالات أخرى متعددة لتكون بذلك من الجماعات الحضرية الغنية والمنفردة على المستوى الجهوي وتقريبآ الوطني التي تمتلك إمتيازا من هذا القبيل بالنظر الى أحياء صناعية أخرى على سبيل المثال لا للحصر الحي الصناعي لتسيلا (240 هكتار) خاضع لتقاطع نفوذ ثلاثة جماعات حضرية (اكاديرـ الدشيرة ـ إنزكان)
ما يطرح اكثرعلامات استفهام حول عقم التسيير العشوائي الذي أفرز واقعا مريرا تتخبط فيه هذه المدينة الفتية المصنفة كواحدة من أهم المحطات المرورية الفاصلة بين شمال المملكة و جنوبها فبذل أن تكون مثلا يحتدى به في الرقي الحضاري والجمال العمراني أصبحت  في مراتب النتانة والقبح ولعل سكانها في غنى إلى أدلة كثيرة ليجدوا وقعها المؤلم
وسط المدينة وغياب المسؤولية:
كل عابر لهذه المدينة يستشعر ذلك بمجرد ما تطأ قدماه قنطرة وادي سوس ـ (بداية الإمتداد الحضاري لهذه الجماعة) ـ إلا ويشمئز لنتانة الرائحة العفنة الصادرة من قنوات الصرف الصحي المتواجدة على مشارف المدينة ولتكتمل الصدمة عندما تستقبل عيناه التشوه العمراني القبيح لأقواس متأكلة تزيد من مرارة المنظر العام لواجهة المدينة أو ما يسمى بالمصطلح العامي ( دخلة ديال المدينة) ولعل الأخطر من ذلك هو كون هذه الأقواس المتهالكة بمتابة قبور قائمة تنتظر حصد أرواح المارين بين جنباتها كل يوم علما أن أجزاء مهمة منها تعرضت لإنهيارات فجائية مدوية بثت الرعب في مرتاديها بالنظر الى الكمية المهمة للأتربة والحجارة المتساقطة منها والمؤسف من هذا كله أن هاتين النقطتين بالذات كانتا موضوع شكايات متعددة ومتكررة لساكنة وجل فعاليات المجتمع المدني بأيت ملول ليكون الرد من المسؤولين وابلا من اللغو المعسول والوعود الزائفة التي تحوي بين طياتها إستهتارا بيناً بأرواح المواطنين ومطالبهم.
استثناء :
والأغرب أنه بمجرد وصول تعليمات تفيد بحلول زيارة ملكية مرتقبة لهذه المدينة أو نواحيها إلا و تعلن حالة طوارئ لدى المسؤولين حيث يتم إقفال هذه القنوات وصب مئات اللترات من المواد التنظيفية المعطرة لإخفاء معالم الرائحة النتنة فيما يتم تزيين الأقواس المتأكلة بالعديد من الرايات الوطنية والأشرطة التزينية لإخفاء ما يمكن إخفاءه من بشاعة منظرها المتهالك العام (هاذ الناس كايخفوا من الملك أو مكايخافوش من الله) .
لا نظافة لا فضاءات خضراء:
دون الحديث عن المشاكل المتعلقة بالنظافة في الأحياء السكنية والفضاءات الترفيهية (حدائق وساحات) المحدثة بوصاية من المبادرة الملكية للتنمية البشرية التي تغض في وابل من النفايات في ضل غياب كلي لعمال النظافة المنطوين تحث لواء هذه الجماعة في ظل عدم وجود أي شركة نظافة خاصة نحملها المسؤولية على غرار الحواضر المغربية الكبرى.
استغلال كراسي المسؤولية:
ولعل القارئ من خارج مدينة أيت ملول يتساءل عن طبيعة هؤلاء المنتخبين المسؤولين عن تسير شؤون هذه المدينة لتكون الإجابة بسيطة وواضحة فهم أناس عرفوا من أين تؤكل الكتف إستطاعوا بإستغلالهم الشنيع للدين الركوب على ظهر أقوى وأكبر حراك شعبي ضد الفساد عرفه المغرب (حراك 20 فبراير) لإعتلاء مناصب الحكم الحساسة على الصعيد الوطني بشكل عام أناس تذوقوا طعم رفاهية كراسي الحكم والتسير ليطلقوا العنان لإنشاء مشارعهم الخاصة ناهيك عن سياسة التبليص إن صح التعبير لذويهم والمقربين منهم في جل مناصب القطاعات والمؤسسات الحكومية الحساسة بغية توسيع نفوذهم وسيطرتهم ضاربين بمشاكل و أهات الذين كانوا في الماضي القريب يرونهم أمل ومصليحي الوطن المستقبلين عرض الحائط أناس إستطاعوا بيعنا وهما مزيفا لنشتريه ونحن مطمئين وغافلين عن حقيقة الأمر لينالوا بذلك إستحقاقا لقب ”مفسدي المغرب الجدد ”

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *