المهدي احجيب
أصبح التحكيم الرياضي و على الأخص داخل الساحرة المستديرة يلعب دورا فعالا في تطوير اللعبة والدفع بها إلى الامام من خلال تطبيق القوانين و الأنظمة و العمل بها وفق معايير ومبادئ و قيم محددة تختلف من حكم لأخر.
و ضمن تغطيتنا الخاصة و المستمرة لرجال المقابلات، لمديري المقابلات، إنهم الحكام الذين لم يبخلوا بشيء في تطوير القطاع الرياضي الكروي .
و كنموذج يحتذى به “عبد الرحمان بيل” الحكم المساعد أو حكم المسافات الطويلة، رأى النور بإداو سملال بإقليم تيزنيت سنة 1979، ترعرع و تابع دراسته الى أن وصل للسنة النهائية باكاروريا، اذ مارس عدة هوايات خلال هذه الفترة ، حيث استهوته رياضة ألعاب القوى منذ سن الثالثة عشر، لينخرط في صفوف نادي امل تيزنيت لألعاب القوى، و أصبح متخصصا في المسافات المتوسطة ليشارك في عدة سباقات محلية و وطنية محققا بذلك مراتب مشرفة.
بعد أم الرياضات انتقل عبد الرحمان لممارسة كرة القدم في فئات الصغار و الفتيان بذات النادي ؛
لكن كانت سنة 1996 حاسمة في مساره الرياضي، بعد إحداث عصبة سوس لمدرسة التحكيم بمدينة تيزنيت ، حيث تمكن من ايجاد مقعد له في فصل الحكام بتأطير من الاستاذين القديرين إبورك و الحراري، بمعية زملاء لامعين كالحسين الطالبي و الحسين الزياني و أبراهيم أرجدال و أحموش و غيرهم… هناك بمدرسة التحكيم تعلم أبجديات كرة القدم من ألفها لياءها و أصبح حكما رسميا للمباريات المنضوية تحت لواء العصبة؛ اذ تدرج في مختلف الفئات العمرية بل و في مختلف الملاعب الكروية بالجهة ، حبث قاد العديد من المباريات كحكم عصبة، و أبان عن علو كعبه و تمكنه من القوانين، مما أهله للترقية الى درجة حكم جامعي سنة 2008 ، في سابقة من نوعها على مستوى مدينة تيزنيت ، لينتقل بعد ذلك إلى قيادة مباريات أكبر في القسم الوطني الثاني هواة كحكم رئيسي، قبل أن يواصل كحكم مساعد نظرا للخصاص الكبير في هذه الفئة لدى عصبة سوس.
و رغم مرور أزيد من عشر سنوات من العطاء و المثابرة كحكم فيدرالي رافقتها معاناة كبيرة من التعيين المستمر و شبه الدائم في مباريات شطر الصحراء، المعروف بشساعته وطول المسافات بين المدن ، و التي تصل الى 1000 كلم كالداخلة مثلا،بما يشكل ذلك من ارهاق و امكانية الغياب عن العمل.. فلا زال لم يستفد من التعيين لقيادة مباريات المجموعة الوطنية في أحد شقيها أسوة بالمتخرجين الجدد الذين نالوا هذا الشرف منذ سنتهم الأولى؛ و يضع الحكم التيزنيتي ثقته الكاملة في المديرية الجديدة للتحكيم لانصافه رفقة الحكام الذين يعيشون نفس الوضعية، عملا بمبدأ التناوب و تكافؤ الفرص.
صاحب الراية الخائبة الحظ الحكم يتميز بالعمل الجمعوي من خلال ترأسه لاحدى الجمعيات النشيطة رياضيا و اجتماعيا في السنوات الاخيرة بتيزنيت . و باعتباره أول حكم جامعي بالمدينة ، فهو ايضا قدوة للشباب الراغبين في دخول عالم الصافرة.
عبد الرحمان بيل ذو تجربة كحكم للوسط – حكم الساحة – بعصبة سوس تقارب 16 سنة وبعد اجتيازه لإمتحان الجامعيين يتم تعيينه كحكم مساعدة لمدة ثلاث سنوات رغم انه ذو تجربة كحكم للساحة، ومن أجل تعيينه كحكم للساحة طرق جميع الأبواب حيث ناشد وراسل عدة مرات اللجنة المركزية للتحكيم و لجنة التحكيم بعصبة سوس من اجل إعطائه الفرصة وتعيينه كحكم الساحة،و مازال يمني النفس في تحقيق مبتغاه.