بقلم المهدي أحجيب
فقرة أسماء لامعة تعود من جديد و تجدد اللقاء بأحد أبرز حكام عصبة سوس.
و نحن نتجول في الملاعب الرياضية بمنطقة سوس، قادتنا أرجلنا نحو الملعب البلدي لمدينة تارودانت لمتابعة أطوار مباراة من القسم الشرفي الممتاز بين اتحاد بنسركاو و اتحاد تارودانت ؛ و على بعد خطوات لولوج الملعب تفاجئنا بصوت صافرة قوية توقظ الميت من قبره و يهتز لها المريض فوق سريره ، فما لبثنا حتى شاهدنا حكما طويل القامة ببنية جسمانية قوية فعلمنا أن قوة صافرته تتماشى مع قوة جسمه.
لن أطيل في استخدام لغة الألغاز فيكفي أن للإسم معنى و حديث:
هو الحكم الجامعي كمال الكرني من مواليد مدينة أكادير 25/01/1991 ؛ استاد التربية البدنية في السلك الخصوصي ؛ استهل مشواره الرياضي كلاعب لكرة اليد في صفوف فتيان رجاء اكادير سنة 2008 ، ليعرج لكرة القدم و يلعبها كحارس مرمى في صفوف أصدقاء سوس لثلاث مواسم 2009/2011 ؛ بعد ذلك تلقى نصائح و توجيهات من مدربين لتغيير المشوار نحو مجال المناديب حيث أصبح مندوبا لمباريات كرة القدم بعصبة سوس لثلاث مواسم 2011/2014، هناك تعلم الكثير و الكثير و هو ما أسهم في تفكيره لولوج عالم تحكيم الساحرة المستديرة.
كمال كرني انصب تفكيره نحو قيادة المباريات فولج مدرسة التحكيم بمدينة أكادير و تتلمذ على يد أطر أكفاء أمثال الناجم المهياوي و أحمد بلخاتير و المعد البدني عبد العزيز الحراري لطالما ظل كمال يستفيد من تجاربهم السابقة و نصائحهم المتتالية؛ بعد ذلك اجتاز الاختبارين الكتابي و البدني بنجاح و اكتسب كمال الكرني صفة “حكم عصبة” بشكل رسمي و من هناك أصبح يبحث عن فرص للتألق.
حاول كمال البحث عن فرص للتألق في المباريات الجهوية فقاد أكثر من مئتي مباراة علي مستوى العصبة بجميع أقسامها منها أدوار كأس العرش التمهيدية ، كما قاد أزيد من 164 مباراة في القسم الشرفي الممتاز و الثالث فكسب ثقة اللجنة الجهوية للتحكيم و أصبح يعين لمباريات مصيرية بل و نهائيات و لعل ابرزها نهائي كأس شيشا لفئة للصغار لموسم 2014/2015 و نهائي كأس سوس فتيان لموسم 2015/2016 و ايضا نهائي كأس سوس كبار موسم 2016/2017 ، ضف لذلك مباريات تحديد بطل العصبة فتيان لموسم 2015/2016 و مباراة نحديد بطل العصبة للقسم الرابع لموسم 2015/2016.
يتسم كمال الكرني بالصرامة في الأداء إذ يستغني عن ابتسامته المعهودة قبل المباراة و يلجها بأهداف واضحة تتمثل في تطبيق القانون و قيادة المباراة لبر الأمان بعيدا عن كل المشاكل و المعيقات.
صرامته و حسن تدبيره للمباريات جعل اللجنة الجهوية للتحكيم ترشحه لاجتياز الاختبار الكتابي لنيل درجة حكم جامعي فآجتاز لاختبار الكتابي في الدورة العادية لكنه فشل في النجاح فيه ؛ هناك تغير اختيار كمال و توجه تفكيره نحو توقيف مساره التحكيمي بعد فشله في اجتياز الاختبار الكتابي؛ لكن استدرك الأمر في الدورة الأخرى و نجح في الاختبارين البدني و الكتابي مساهما في ذلك مجموعة من الحكام الوطنيون و أعضاء اللجنة الجهوية للتحكيم عبر مد كمال بالنصائح و التوجيهات و مطبقا مبدأ “لا يأس مع الحياة” .
كمال الكرني كأي حكم تحدى الصعاب و قاومها حيث عمل على تأهيل نفسه و تكوين شخصيته حتى أصبح من خيرة الحكام في سوس، و صار منافسا شرسا للحكام من أمثاله بل و من سابقييه أيضا، و بذلك ينقش ٱسمه داخل أذهان كل الفرق بلاعبييها و مسيريها… و حتى جمهورها.
في الأخير لم يبخل كمال كرني في تقديم الشكر لكل من ساهم في تكوين و تنقيح اسمه بدءا بالأساتذة المكونين كل باسمه مرورا بالحكم الدولي رضوان جيد، و جناحيه المساعدين عبد الله ابشرا و مهدي هنيش و كل أعضاء اللجنة الجهوية للتحكيم على عملهم و مساهمتهم في وصولي إلى رتبة حكم وطني ..
أما الثناء الكبييير و الشكر الخالص فقد خصصه للوالدين و أخوه توفيق كرني اللذان كانو السند الأول له بعد أي محنة يمر بها بالتحكيم.
هذا هو كمال الكرني ، ذاك الحكم الذي يتمتع بشخصيته و رصانته و حنكته في قيادة أقوى المباريات و المتميز بطباع حادة، ما أكسبه احترام المسيرين و اللاعبين، رغم ملامح الصرامة و القسوة، التي تظهر على ملامحه إضافة إلى حسن خلقه و أخلاقه.