فاطمة بوريسا
بعد أن اتسعت رقعة مياه، أكانت مياها عادمة أو مياها للصرف الصحي بواد سوس وأصبحت تشكل مستنقعا كبيرا، ملحوظا للعيان وعن بعد، بدأت أصوات ساكنة الدواوير المحاذية للوادي والتي تعاني من الرائحة الكريهة والنتنة التي تخرج من مستنقع مياه الصرف الصحي تتعالى مستنكرة..
دوار الفقرة من أول المتضررين على اعتبار محاذاته لواد سوس، والمثير للتساؤل هو أن وكالة الحوض المائي قامت بتمرير انابيب لتصريف مياه الأمطار النقية من الدوار لواد سوس، حسب ما يروج، ويتساءل متتبعون كيف تحولت لصريف مياه الصرف الصحي بنفس الوادي!؟
هذا المستنقع الاصطناعي الآسن ذو المياه الخضراء، والذي لم تترك المياه التي تتجمع فيه حرة لتسيل في مجرى الوادي تتشربها الرمال أو تتبخر، بل تم حجزها بكثبان من التراب ليزداد حجمها، فما الغرض من جمع تلك الكمية الهائلة من المياه الملوثة بالوادي، ومن له مصلحة في استغلالها؟
هاته البرك والمستنقعات الآسنة ستكون لها عواقب وخيمة على البيئة، منها تلوث الهواء والمياه العذبة، السطحية منها والجوفية، فساكنة المنطقة البسطاء بعضهم يمتعش من الفلاحة التقليدية وبعضهم يعتمد على المياه الجوفية للسقي، وبعضهم يستعمل مياه الآبار أيضا للشرب والاستعمال المنزلي وغيره..
فضلا عن تلوث مصادر التغذية والكائنات الحية، ومع اقتراب فصل الصيف وما تعرفه مدينة تارودانت من ارتفاع للحرارة سيعاني سكان المنطقة الأمرين مع الحشرات كالناموس الناقل للأمراض المعدية وغيره..
هاته البرك والمستنقعات التي أصبح حجمها ضخما جدا تستوجب تدخل المسؤولين لإجراء بحث واختبار للفرشة المائية بمنطقة أولاد الغزال ودوار الفقرة والمناطق المحاذية لواد سوس من جهة مشرع العين، وأيضا بمنطقة اولاد بنونة..
والحال هذه، متتبعو هاته الكارثة البيئية يطرحون العديد من التساؤلات: هل تتم معالجة تلك المياه قبل طرحها في المجال الطبيعي؟ وهل طرحها هناك لا يحتاج إلى ترخيص؟ اليس من الأولى دراسة إمكانية استعمال تلك المياه بعد معالجتها في سقي المساحات الخضراء، بدل طرحها في المجال الطبيعي؟؟
تدخل الحسين امزال عامل اقليم تارودانت بات حاجة ملحة، لإزالة الضرر ، وذلك بتنقية ومعالجة المجال الطبيعي الذي توجد فيه تلك البرك وتعقيم المنطقة بالأدوية المضادة للحشرات..