المهدي احجيب
بعد مباريات قدموا فيها الإثارة والتشويق، بعد مباريات اسكتوا فيها الثرثارين، بعد مباريات عجز فيها اللسان عن التعبير، ها نحن نحط الرحال على صغار منتخب المغرب الذين شاركوا بكأس جييم المنظم بقطر والذين أبهروا جماهير الكرة المستديرة بأدائهم المتميز على كافة المستويات أمام منتخبات قوية كفرنسا.
أوقعتنا الصدفة والحظ امام لاعب لقبه المعلق الجزائري حفيظ الدراجي بالفنان، لاعب أبدع و رسم لوحات فنية داخل رقعة الميدان، لاعب تفنن في صنع الأهداف، إنه ياسين أدمام اللاعب البشوش و الطموح من مواليد عاصمة سوس أكادير سنة 2005 ،لا يتجاوز سنه الثانية عشر، لاعب بابتسامة عفوية توحي بذكاء و اتزان، بابتسامة هادئة تؤكد الصفاء والهدوء، بابتسامة سادت فيها البراءة و التلقائية.
ياسين لاعب من براعيم الغزالة السوسية حسنية أكادير، جناح أيمن كمهاجم لا يتكلم كثيرا لكنه في رقعة الميدان يبدع فكثيرا ما أرعب مدافعي الخصوم و أربك حساباتهم برجليه المتخصصتين في الضربات الثابتة بعد أن وصلت حصة أهدافه أحد عشر، ناهيك عن عدد مرات صنعه للأهداف.
مهاراته المتميزة و بتقنياته المتعددة وبسرعته في الأداء قاد فريقه في بطولة و كأس سوس نحو التأهل لدور ربع النهائي من المنافسة، ياسين أدمام اللاعب الذي حقق العلامة الكاملة في أولى بداياته في المسيرة الكروية بمشاركته بكأس جييم المنظم بقطر السنة الفارطة 2016،و التي أبصم فيها على أداء مميز على كافة الأصعدة بعد أن سجل ستة أهداف وبعد أن أبهر الجمهور بلمساته و أدهش المعلقين بتصرفاته، حيث أوقعتهم قرعة دور المجموعات أمام فرق متميزة فازوا من خلالها في ثلاث مباريات و تعادلوا في إحداها، ليتأهلوا بعدها لدور الربع أمام الجار منتخب تونس و يرغمونه على الاستسلام ،ليبلغوا بعدها دور النصف النهائي أمام منتخب البحرين في مباراة تفنن فيها ياسن أدمام بمعنى الكلمة و حصل من خلالها على جائزة أحسن لاعب في المباراة، أما النهائي فكان أمام الزعيم منتخب فرنسا الذي حالفه الحظ وسار بجنبه في الضربات الترجيحية بعد انتهاء المباراة بالتعادل 2-2 و يخرجون مرفوعين الرأس بعد بلوغهم النهائي.
ياسين تعود به الذاكرة إلى الوراء ليؤكد أن هناك بطولات و دوريات تألق من خلالها غير كأس جيم و يذكر دوري ايزوران سنة 2016 والذي نال على اثره جائزة أفضل لاعب، و دوري بصمة شباب أكادير الذي حصل فيها على الجائزة نفسها. ياسين أدمام الصغير البريئ يحدد معايير اللاعب المتميز و يحصرها في حسن الأخلاق و الابتسامة و اللعب النظيف و المواظبة و الحد و المثابرة والإصرار على تحقيق المبتغى، و عدم الاستسلام و الخوف.
ياسين أدمام لم يبخل في الأخير في تقديم الشكر والتقدير لكل من كان سببا وراء تألقه، من الوالدين أولا لمساندته، و المدرب رشيد الشامور و المدرب طارق الخزري اللذين وضعا الثقة فيه و شجعاه ،ثم الاصدقاء و العائلة الصغيرة التي هي أيضا ساهمت في تألقه برفعها لمعنويات رونالدو المغرب.
ياسين أدمام بعمر الزهور يحقق ما عجز عنه الكبار و يدخل التاريخ من أشرف أبوابه ليتمنى بعدها اللعب بالمنتخب المغربي كبار و يأمل في رفع الراية المغربية كيف لا و هو رفعها منذ الصغر ؟..