فاطمة بوريسا
انطلاقة ناجحة عرفتها عملية تيويزي بمدينة تارودانت صباح أمس الجمعة 5 يوليوز 2019، والتي أعطى انطلاقتها الدكتور خالد المودن باشا مدينة تارودانت، والتي همت القضاء على مطرح عمومي للنفايات أغلق منذ سنة 2006، والمتواجد بباب الخميس بمحاذاة الواد الواعر ومقبرة باب الخميس وأعيد استغلاله من طرف جامعي النفايات من أصحاب العربات الذين يستعملونها كعلف لماشيتهم، لتتحول لوكر للفساد والمتشردين وللذبيحة السرية..
المبادرة لقيت استحسانا كبيرا من طرف الساكنة التي تعاني من هاته النقطة السوداء وخصوصا من انبعاثات الدخان الناتج عن حرق الأزبال بعد أخذ ما يصلح كعلف للماشية، وما لذلك من تأثير سلبي على الصحة والبيئة..
والساكنة الرودانية في انتظار المزيد من هاته المبادرات البناءة في اطار عملية تيويزي، حتى يتم التخلص من جميع النقط السوداء والمشاكل الحقيقية التي تتخبط فيها المدينة، يفاجأ المتتبعون للشأن المحلي لمدينة تارودانت بمبادرة لإحدى الفعاليات الوليدة والمعروفة بالمدينة بانتهازيتها في شراكة مع لون سياسي بدأ يفقد بريقه بسبب صراعات داخلية.. والتي نسبت لعملية تيويزي تبعا لما يروج.
هاته العباءة الجديدة التي تدثرت بها هاته البادرة الجمعوية غير البريئة حسب المتتبعين، أثارت استغرابهم وتساؤلاتهم، فكيف لعملية تيويزي وهي بكورة أفكار الحسين امزال عامل اقليم تارودانت، وأول مبادرة من هذا النوع بالمملكة المغربية، مدعاتها ضم الاقليم لـ 89 جماعة، تم تقسيمه لستة أقطاب هي قطب تارودانت وأولاد تايمة وإغرم وتالوين وأولاد برحيل وسيدي موسى الحمري، حيث وقعت الجماعات الترابية بكل قطب اتفاقيات شراكة لتيسير التعاون فيما بينها، لتتمكن من استغلال جميع الآليات المتوفرة بالقطب وتجهيزاته اللوجيستيكية، وتتوحد الجهود لتقوية البنية التحتية وتنمية الاقليم بأقل تكلفة، أن تقبل باحتضان نشاط جمعوي مسيس !؟ أو يشتبه في أن له مآرب سياسية!؟
أليس الأولى البحث والتقصي عن استقلالية الأنشطة المقترحة ومدى حيادها وابتعادها عن جميع الألوان والأطياف قبل قبولها، حتى لا تفقد عملية تيويزي صفة الحيادية والنزاهة التي ساهمت بشكل كبير في نجاح انطلاقتها واستمرارها بجميع الأقطاب وانخراط الجميع بجد لإنجاحها؟ ومن له المصلحة في اثارة الشكوك حول حيادية تيويزي وعرقلتها؟
عملية تيويزي ومنذ انطلاقتها الرسمية التي اعطاها الحسين امزال عامل اقليم تارودانت شهر أبريل الماضي بجماعة الخنافيف دائرة أولاد تايمة في احتفالية كبيرة، تنبأ لها الجميع بالنجاح واستقبلتها ساكنة الاقليم في الجبل قبل الحضر بالفرح والسرور، وبالفعل انطلقت عملية تيويزي بكل الاقليم بالتدرج تحت اشراف السلطات المحلية من باشوات ورؤساء الدوائر، وبالتوجيه والتتبع المباشر لعامل الاقليم، حيث تمكنت عملية تيويزي في طرف وجيز من فك العزلة على عدد مهم من الدواوير، بإصلاح وتهيئة وتوسيع طرق معبدة، وفتح مسالك جديدة خاصة الصغرى بتهيئ بعض الطرق بين الدواوير بالإسمنت، وتهيئة وتجهيز مراكز صحية وصباغة مؤسسات تعليمة، وتهيئة الملاعب الرياضية واصلاح الإنارة العمومية وعمليات التشجير.. لتتم محاولة استغلالها بمدينة تارودانت لاستقطاب المواطنين لطيف من الأطياف؟ حسب ما يروج، وهو عمل غير سوي فمن نسب إلى نفسه ما ليس لها من الخير، أو ادعى ما ليس عنده من الفضل، فقد كذب على نفسه وكذب على الناس، قال الله تعالى ( لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلَا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِنَ الْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) آل عمران/188
عملية تيويزي والتي انطلقت بالموازاة مع المرحلة الثالثة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التي تعتبر من بين داعميها، والتي تتماشى مع التوجيهات الملكية السامية، جاءت للنهوض بالاقليم وتنميته وتطويره، بكل شفافية وديمقراطية، ولا يحق لأية جهة تبني انجازاتها أو استغلالها لأغراض سياسية أو غيرها، فمن سيوقف الفعاليات الوصولية والتيارات الانتهازية بمدينة تارودانت التي تحاول استغلال عملية تيويزي !؟
وللإنصاف فمدينة تارودانت تتميز بديناميكية جمعوية فاعلة، ساهمت وتساهم في تنمية المدينة في جميع المجالات، وبعضها استطاع فرض نفسه محليا وجهويا ووطنيا وعلى الصعيد الدولي، بفضل العمل الميداني دون خلفيات أو توجهات مما أكسبها احترام الجميع، وبعضها راكم خبرة وتجربة عشرات السنين من العمل التطوعي المثمر، وظهور بعض الحالات الشاذة لا يمكن أن ينقص مما حققته فعاليات مجتمع المدني النزيهة، وعملية تيويزي كما جاء على لسان باشا مدينة تارودانت تعول على انخراط فعاليات المجتمع المدني كشريك للمساهمة في انجاحها.
وفي حالة ما تبين أن ما روج عن تبني عملية تيويزي لتلك المبادرة لا أساس له من الصحة، يجب الحرص على ألا تتجرأ أية جهة مستقبلا تكرار ما وقع ومحاولة استغلال هذا الورش التنموي الكبير لمآرب خاصة.