أشرف كانسي
مازال السياسيون يعتقدون أننا مغفلون لذا لا يحترمون عقولنا، بل يهينونها باعتقادهم أن ما يقولون ينطلي على الاخرين. ولهذا السبب فشلوا في العديد من المواضيع التي حاولوا تسويقها اعلاميا، كبالونات جس النبض والاكاذيب الاعلامية المكشوفة.
غريبٌ عجيبٌ أمر السياسيين عندنا. يقولون ولا يفعلون. يغدقون الوعود ولا يَفون، يطلقون التعهدات ولا ينفذون. هم في مصالحهم ومكاسبهم غارقون، وعن مشاكل الناس وقضاياهم لاهون. يثورون يصرخون يرغون ويزبدون وفجأة يهدأون كأن شيئاً لم يكن ولن يكون…
إنهم بارعون في التمثيل والضحك على ذقونهم، إنهم لا يحترمون ذكاء المغاربة، إنهم عجب عجاب هذا الوطن، إنهم متخصصون في التباكي، بأن مشاكل المغرب تسببت فيها الحكومات السابقة، يقولون أن هؤلاء هم من قتلوا الوطن .. دون أن نعرف من هم بالضبط: هل حكومة اليوسفي، هل هو عبد الله ابراهيم الذي حقق في سنة واحدة امورا تجعلكم تدركوا فشلكم الذريع في تدبير الشأن العام للبلد، ام حكومة جطو، عباس الفاسي …، يتبججون علينا باصلاح صندوق التقاعد وبعده يحصل رئيسهم على تقاعد مريح في الوقت الذي تم فيه نهاية ذات الشهر باقتطاع القسط الرابع لاصلاح التقاعد الذي جاء به، من رواتب الموظفين دون أن يبحث عن ناهبي الصندوق المغربي للتقاعد.
للأسف، تعبثوا بمستقبل أبنائنا وأجيال المغرب، كفى عبثا يا سادة، وليكن صراعكم خارج حلبة مصالحنا ومصالح وطننا .. فقد طفح الكيل ولم يعد الأمر مقبولاً ..كفى نهبا وهدرا، أيها السياسيون، كفى ظلما واستبدادا، فأين الإنماء والمشاريع الاستثمارية والإنمائية التي تنهض بالاقتصاد وتؤمن فرص العمل للذين يتخرجون من الجامعات والكليات؟ أين الأمن الاجتماعي والمجتمعي؟ أين الرؤى والبرامج التي تعيد ثقة المواطن بدولته، وتعزز ولاءه وانتماءه بوطنه؟ اتقوا الله لعلكم تهتدون إلى سواء السبيل، وتندفعون معا نحو بناء الدولة العصرية والديمقراطية، دولة اللافساد واللاصفقات واللامحاصصات، دولة الإنسان المعزز المكرم والمستقر في وطن التنوع والشراكة والانفتاح.
كفى نفاقا، إنكم مجرد حكومة الفراغ الرئاسي .