العطش يُخرج ساكنة في مسيرة على الأقدام نحو الجهات المسؤولة

العطش يُخرج ساكنة في مسيرة على الأقدام نحو الجهات المسؤولة

أحداث سوس3 أكتوبر 2019آخر تحديث : منذ 5 سنوات

محمد كسوة

للمرة الثانية تضطر ساكنة دوار تلزاط التابع ترابيا لجماعة بين الويدان إقليم أزيلال إلى تنظيم مسيرة  العطش على الأقدام في اتجاه مقر عمالة الإقليم للمطالبة بتوفير المادة الحيوية والأساسية لكل كائن حي ألا وهي الماء.

فبعد المسيرة الاحتجاجية التي نظمتها عشرات من نساء الدوار وبعض من شبابه السنة الماضية وبالضبط صباح يوم الاثنين 13 غشت 2018 مشيا على الأقدام لأكثر من 20 كيلومترا من دوار تيلزات مرورا ببين الويدان وصولا إلى مقر عمالة إقليم أزيلال، تأتي مسيرة اليوم من طرف 24 شخصا لتعيد نفس السيناريو ونفس المطالب التي استعصى على الحل رغم المجهودات الكبيرة التي بدلت في اتجاه حل هذا المشكل خاصة من طرف عامل إقليم أزيلال.

وفي تصريح للمشاركين في هذه المسيرة أكدوا فيه للموقع أن سبب هذه المسيرة الاحتجاجية نحو مقر العمالة هو المطالبة بتوفير الماء الشروب للساكنة وتنفيذ الوعود التي قدمت لهم مرارا وتكرارا من طرف المسؤولين، نظرا لما تكابده ساكنة الدوار من معاناة يومية لجلب الماء من مسافات طويلة، وأن هذه المعاناة تتضاعف وتتكرر كل سنة خاصة في موسم الصيف حيث تزداد حاجة الساكنة ومواشيهم ودوابهم للماء.

156987147170916536 1291421661040040 8297840038067044352 n - احداث سوس

وأضاف المحتجون أنهم استبشروا خيرا بمشروع تزويد ساكنة دوار تلزاط بالماء الذي انطلق منذ ثلاث سنوات لكنه عرف مجموعة من الخروقات والتعثرات حالت دون إتمامه وبلوغ أهدافه المتمثلة في تزويد الساكنة بالماء الصالح للشرب للحد من معاناتهم التي عمرت طويلا خاصة وأنهم ينتمون لجماعة بين الويدان التي تضم أكبر خران للمياه بالمغرب، وهو سد بين الويدان الذي يزود مناطق بعيدة بماء السقي وماء الشرب في الوقت الذي يعاني فيه ساكنتها من العطش، وهي معادلة مستعصية على الفهم، على د تعبيرهم.

وكشف المحتجون للجريدة أن المشروع الحالي الذي انتهى المقاول من إنجاز جزء كبير منه يتوفر فقط على بناء خزانين مائيين و إنجاز القنوات المائية اللازمة، ووضع الطاقة الشمسية، والمضخة، لكن لا يتضمن مستلزمات توزيع الماء، وهو الأمر الذي لا تقوى الجمعية المكلفة بتسيير هذا المرفق الهام بتحمل تكاليفه.  

وفي اتصال هاتفي بالسيد بناصر ريروشي مستشار جماعي بجماعة بين الويدان عن دائرة تلزاط أكد أن مشكل الماء من المشاكل التي أرقت ساكنة تيلزات لعقود، وأنه تم مدارسته في عدد من دورات المجلس، مضيفا أن تزويد الدوار بالماء تم تفويته لأحد المقاولين من الإقليم في إطار مشروع من تمويل المجلس الإقليمي غير أن الخروقات التي شابت إنجازه دفع المجلس الإقليمي إلى الأمر بهدم الخزان الذي أنشأه المقاول في مرحلة أولى، وبعد ذلك بحوالي شهرين توفي المقاول ليضع مشروع تزويد ساكنة تيلزات في خبر كان.

وأضاف بناصر ريروشي أنه بفضل مجهودات السيد عامل إقليم أزيلال وبتدخله الشخصي تم تجاوز مجموعة من المعيقات الموضوعية والقانونية في مثل هذه الحالات، حيث أعطى تعليماته من أجل أن يكون هذا المشروع نموذجيا، وبالفعل استأنف المقاول من جديد إنجاز مشروع تزويد  ساكنة دوار تلزاط بالماء الصالح للشرب.

وأشاد راروشي بعمل المقاول وجودة الأعمال المنجزة بعد استجابته لمختلف الملاحظات التقنية، حيث قام بإعادة حفر مسار دفن القنوات وتعميقها أكثر من السابق، وأن المقاول أنهى عمله يوم الثلاثاء الماضي، مضيفا أن المقاول المكلف بالطاقة الشمسية للمشروع سيبدأ عمله خلال هذا الأسبوع.

وفيما يتعلق بالجزء الأخير من المشروع  المتعلق بتوزيع الماء على منازل الساكنة أكد بناصر ريروشي أنه سيتم برمجته من طرف مجموعة الجماعات الأطلسين الكبير والمتوسط بقيمة إجمالية قدرها 40 مليون سنتيم خلال الأسابيع القليلة المقبلة.

وبهذه المناسبة جدد بناصر ريروشي شكره وامتنانه لعامل إقليم أزيلال على دعمه ووقوفه إلى جانب ساكنة دوار تلزاط من أجل ربط منازلهم بالماء الشروب وكذا فتح الطريق الرابطة بين الدوار الطرق الوطنية رقم 25 وهما مشروعان من شأنهما فك العزلة على المنطقة والتخفيف من معاناة الساكنة التي عمرت طويلا.

 

وفي تصريح هاتفي، للمهدي تغراوي أحد المشاركين في المسيرة الإحتجاجية أكد فيه أنه بعد وصول المحتجين إلى أمام مقر عمالة الإقليم، تم استقبالهم من طرف مدير الديوان السيد سليمان عقاوي، الذي استمع إلى مشكل الساكنة مع الماء الشروب، مع إثارة مشكل الجزء المتبقي من المشروع، وأنه بعد ذلك تم إحالتهم على الكاتب للعمالة السيد متوكل بلعسري ورئيس القسم التقني بالعمالة السيد عبد الرحمان الصوفي حيث وعدوهم بأنه سيتم تغيير عدد من أمتار القنوات المائية البلاستيكية من الخزان (شاطو) بأخرى من الحديد كلفنزي.


وأضاف تغراوي أن رئيس القسم التقني وعدهم أن المدة التقديرية لإنهاء كافة الأشغال هي 3 أشهر، كما وعدهم كذلك بالبحث في إمكانية إيجاد حلول مؤقتة وهي الصهاريج المائية في انتظار الانتهاء من إنجاز المشروع.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *