فيصل روضي
قدر مدينة أكادير أن تنبعث بعد كل دمار.. وتقف عند كل كبوة.. تنكسر ولا تموت كشجر أركانها.
كان ذلك في الستينات من القرن العشرين حين انتفضت من غبار الزلزال المدمر كطائر الفينيق لتُحلق عاليا؛ لحظتها اكتسبت هذه الميزة منفردة بها بين حواضر المملكة شرقها وغربها.
ولأن الزلازل أنواع، كان زلزال الإنسان المخرب للمدينة والمعيق لنهظتها أقوى من زلزال الطبيعة، وأشد ظلما ومضاضة على أهلها وناسها الطيبين.. كيف لا والظالمون من أبناء جلدتها!!
بدأت حكاية الزلزال البشري، الأعنف في تاريخ أكادير، حين آلت دواليب تسيير مدينة الانبعاث لحزب عرف من أين تؤكل كتف تسيير المجالس البلدية، مسك خيوط السلطة بعد أن قادته رياح يقال إنها هبت ذات ربيع عربي قلب موازين قوى المنطقة وجعل سافليها علٌيين ليتربعوا على أكثر من مجلس مدينة ومقاطعة وجماعة قروية
كان دخول العدالة والتنمية الى مجلس مدينة اكادير نقطة تراجع واضحة، خصوصا وأن نواياهم الحقيقية سرعان ما ظهرت للعيان وبانت نزوعاتهم البراغماتية لتحقيق مآربهم الشخصية على حساب اقتصاد وسياحة وجودة الخدمات وسير المرافق العمومية.
ليس ادعاءً أو رجما بالغيب إن قلنا إن بعضا من ساكنة المعمور لا يعرفون من المملكة غير “أغادير” وتغازوت ومواقع سياحية لانظير العالم.
نودع سنة 2019 والتسيير الجماعي والمحلي قد قصم ظهر المدينة، لكن الأمل وكل الأمل في أبناء سوس البررة الغيوربن على مدينتهم حاضنة وحاضرة الماضي والحاضر والمستقبل، وسبيلهم إلى ذلك ضمير حي وتصويت للأصلح وللبرنامج الأجدر لخدمة المدينة ومصالح سكانها.
نودع سنة 2019 ومشاريع عدة في الأفق، بعضها تمت عرقلته بفعل فاعل وجد نفسه في غفلة منا جميعا يلعب بأرقام مالية لم يكن يحلم بها، وبعضها في طريقه للخروج إلى حيز الوجود لأن إرادة أسمى من إرادة مسيري “اللهطة” تعرف حق قدر أكادير.
نودع سنة 2019 والوضع الأمني أحسن بكثير من مناطق وجهات بالمملكة، لكن نقولها صراحة “اليد الواحدة لا تصفق” وبدارجتنا “حتا زين ما خطاتو لولا”. في هذه الجريدة تابعنا تدخلات أمنية ناجعة ووقفنا من خلال تغطيات وربورطاجات عن روح العمل الجاد والضمير المهني الحي في مختلف العناصر الأمنية، لكن الكثافة السكانية تحتاج لتعزيزات أمنية أكثر، فالمدينة سياحية بامتياز وهي واجهة المغرب في الخارج.
نودع سنة 2019 والرياضة “السوسية” تتخبط، برغم ما يحققه فريقها الأول بين الفينة والأخرى، غير أن الرياضة ليست فقط كرة القدم.
نعم سنودع سنة 2019؛ لكن لن ننسى مجرياتها وأحداثها.
لن ننسى أن جلالة الملك نصره الله خصّ المدينة بخطاب تاريخي، يحمل بين طياته خارطة طريق النهضة السوسية على كل المستويات.
سنستقبل سنة 2020 وكلنا أمل أن نرى مضامين الخطاب الملكي تينع بين أعيننا في الطرقات والأزقة وفي دواليب مختلف المرافق والإدارات.
سنستقبل سنة 2020 وكلنا أمل أن تنتفض وتنبعث مدينة الانبعاث من خراب التسيير العشوائي وتنفض عنها غبار الوصولية والانتهازية والمتاجرة بالدين..
وكلنا أمل ويقين أنها ستنبعث من جديد، لأن ذلك قدرها ومصيرها المحتوم.