تزنيت : معمر يحتاج إلى الإلتفاتة
محمد بوسعيد
بدار الإيواء لرعاية المشردين والعاجزين بمدينة تزنيت ،يقطن إلى حد علمنا أكبر معمر بجهة سوس ماسة ،إن لم نقل وطنيا ،و المعروف بإبراهيم أيت الطالب .فهو الآن يقبع في مكانه ،في حالة صحية متدنية ،وفي كامل قواه العقلية ،طاله النسيان وخانه الزمن الردى ،بعد أن تخلى عنه أولاده ،لكن لم تخنه ذاكرته القوية ،التي لا تزال تحتفظ بالذكريات ،وتسترجع شريط التاريخ المر و الحر ،الذي عاشه هذا الشيخ الهرم البالغ من العمر110 سنة ،حسب تصريحه .وحين تجالسه ويبدأ معك في سرد الأحداث التاريخية وشخصياتها وملوك الدولة و عصور الأزمنة التي ساد فيها المخزن السائل [ زمن السيبة ].و الآن يوجه نداءا إلى كل الضمائر الحية ،والمنظمات الإنسانية و المجتمعية ،أن يلتفتوا إليه ،لتجاوز محنته الصحية ،خاصة أنه ذاكرة حية ومرجعية تاريخية ،يمكن الاعتماد عليها من طرف الباحثين في علم التاريخ .لأنه ربما تحتفظ ذاكرته بإحداث و حوادث و مراحل تناسها أو غفل عليها المؤرخون .
هو ألان رهين عجزه الجسدي ،لازم الفراش لمدة طويلة ،و رهين ضعفه البدني ،وحبيس العوز والفقر ،وضحية تجاهل المسؤولين الجماعيين بموطنه ،الذين لم يعيروا لمثل هاته الذاكرة ،التي ما تزال تنبض حيوية ،أي اهتمام بل تركوها تتصارع مع عوات الزمن .