ح.بركوز
سلم الفنان المغربي الأمازيغي ” محمد ابعمران ” المعروف ب ( بوتفوناست ) روحه لرب العالمين يوم الخميس المنصرم 20 فبراير الجاري تكون بذلك قد سقطت ورقة أخرى من أوراق خريف الفن الدراما الأمازيغية المغربية من شجرة الفنانين الذين بصموا إبان التسعينات من القرن الماضي.
” بوتفوناست ” كما عرفه الأولون وسمع بعطاءه اللاحقون عاش حياة يملأها التجوال الفني لمعرفة خبايا الفن وكينونته، فهو المزداد سنة 1932، قادته سياحته الفنية الشبابية إلى مسارح إيسوياس داخل مختلف قبائل سوس وتاصورت والحوز ثم وصولا بساحة جامع الفنا حيث معهد جل الفنانين هنا تخرج واستلهمه عالم الحلقة، واقتحمه ليبدأ مساره الفني.
” بوتفناست ” هو خريج مدرسة أحواش بامتياز، وتمرس في معاهد الحلقة المفتوحة، منها صقل موهبته في التمثيل والفكاهة والسخرية، ثم اختمرت تجربة الفنان في جامعة تيرويسا، حيث انفجر الابداع في روعة بوسالم الخالدة، التي رسم بها محمد أباعمران مجدا فنيا لا يناقش، في زمن يصعب فيه على فنان المغامرة ويتجه إلى الاستوديو لتسجيل أغنية، بسبب وجود عمالقة الروايس في الساحة الفنية، امثال واهروش، والبنسير وبيزماون وغيرهم.
مات ” محمد اباعمران ” ولكن الرجل خلد اسمه في التاريخ، كمؤسس للسينما الأمازيغية، في عمله الرائد ” بوتفوناست ” .وهو الفيلم الاسطوري، الذي لن يمحوه التاريخ، ليس كممثل وبطل الفيلم فحسب ولكن كفكرة ناجحة عمت المغرب وخارجه في زمن الفن والاعتراف.
السنوات الأخيرة للفنان كانت قاسية، لقيه جمهوره متسولا بالشوارع وأمام المحلات التجارية ومحطات الوقود يطلب العون والمساعدة ممن شاهدوا أفلامه، فلم يجد آذانا صاغية ولا مسؤولين عن قطاع الفن يزورنه وقت الشدة والمرض.
انطفأت شمعة ” بوتفوناست ” ليظل نوره يملأ الساحة الفنية للسنوات القادمة ليتعرف الأجيال أن السينما بالمغرب بدأت على يد كبار ماتوا زمن التكنولوجيا صغارا.