فاعلون سياسيون يشدّدون على ضرورة فتح حوار وطني لاستعادة “الثقة المفقودة”

فاعلون سياسيون يشدّدون على ضرورة فتح حوار وطني لاستعادة “الثقة المفقودة”

أحداث سوس26 أبريل 2021آخر تحديث : منذ 3 سنوات

دعت مجموعة من المؤسسات الفكرية الوطنية، مختلف القوى الحية ببلادنا إلى إطلاق حوار شامل لبناء مغرب جديد يضم كل المكونات وفئات البلاد”، داعية إلى استعادة الثقة المفقودة، ووضع البلاد على السكة الصحيحة لكسب رهانات التنمية والتحديث.

ووقّع على النداء من مؤسسة علال الفاسي ومؤسسة عبد الرحيم بوعبيد ومؤسسة علي يعته ومؤسسة أبوبكر القادري للفكر والثقافة، ومؤسسة محمد عابد الجابري للفكر والثقافة، ومركز محمد بنسعيد آيت يدر للأبحاث والدراسات، ومركز محمد حسن الوزاني للديمقراطية والتنمية البشرية، وذلك خلال ندوة مشتركة عقدتها مساء يوم أمس السبت بمقر حزب التقدم والاشتراكية بالرباط.

عبد الواحد الفاسي عن مؤسسة “علال الفاسي”، قال إنّ مبادرة المؤسسات الوطنية، التي تحمل أسماء وطنيين ومفكرين كبار، تؤمن أن الحوار يبقى السلاح الأول الذي يمكن القيام بالتغيير والتأثير عن طريقه، مشيراً أنّ النموذج التنموي الجديد هو ما دفع المؤسسات إلى الحوار.

وتابع القيادي بحزب الاستقلال، خلال حديثه بالندوة أن دور المؤسسات أن تخرج من الدائرة الضيقة والمحدودة إلى أخرى أوسع حتى يكون الحوار الوطني شاملاً، بغاية وضع النقط على الحروف وخلق وبناء شكل من الثقة بين الدولة والمواطنين، مشيراً أنه ينبغي البحث عن الجيل الجديد من المواطنين الشباب والنخب ليشارك على نفس المستوى وبنفس الغايات والأفكار للوصول إلى الأهداف المطروحة.

وأوضح الفاسي أنّ الفكرة الأولى كانت الخروج بنداء شامل ثم بميثاق، “لكن فضلنا المرور بمراحل مختلفة للخروج بتوصيات تطعّم النداء”.

وأوضح أنّ مشكل العزوف السياسي مشكل “أساسي” مورداً أنّ أغلبية الأشخاص من المتعلمين ومن مستويات ثقافية مهمة هم الذين لا يشاركون في الانتخابات، بالتالي هنا تطرح مسألة المواطنة المتجددة التي تطرحها مبادرتنا.

وأشار عبد الواحد الفاسي في السياق ذاته، أنّنا وصلنا إلى مستوى نحتاج فيه بعث المواطنة وليس فقط تجديدها، معرباً عن متمنياته بأن تظهر محاولات ومبادرات أخرى لخدمة الهدف ذاته لتحقق النتيجة المبتغاة وهي المواطنة الحقيقية.

بدوره، قال محمد شقير عن مركز محمد الحسن الوزاني، إن النقاش الدائر حول انعدام الثقة السياسية وربطها بالعزوف الانتخابي، يتناسى عنصراً محورياً هو أن التصويت بالمغرب ليس تصويتاً إجبارياً، كإشكالية كان يجب أن تناضل عليها الأحزاب، لكن وقع العكس ولم تؤكد عليها لأنه ليس من مصلحتها.

وتابع أن عدم اعتماد التصويت الإجباري يخل بكل العملية السياسية، لأنه لا نتوفّر على معيار معين حول إن كان هذا العزوف الانتخابي فعل مقاطعة للانتخابات أم كسل انتخابي عن التصويت، بالتالي من الصعب الربط بين العزوف وانعدام الثقة.

وأوضح أن من أوجه غياب الثقة هو أنّ الأحزاب تعيد نفس الوجوه التي “لا تقدم هذه الوجوه حصيلتها وتغيّب الحوار وتتهرب من المحاسبة مع المصوتين”.

وفي موضوع المواطنة، قال الباحث في العلوم السياسية إن الأحزاب بالمغرب” إن كانت قد نجحت في تركيز مفهوم الوطنية فإنها فشلت في تركيز المواطنة”، مشيراً أن “كل الأحزاب التي نعرفها ركزت على االوطنية وتوفرت على آليات مختلفة لتثبيت هذا المفعهوم، لكن بالمقابل فشلت في صنع المواطن وتوعيته وتكوينه، مشددّاً أن “المغرب يعاني عطباً جديداً يتمثل في تحويل العلاقة الرعوية إلى علاقة مواطناتية”.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *