يقع حي كلية الشريعة بإقليم إنزكان أيت ملول، وبالضبط على بعد حوالي 3 كلم من مركز مدينة أيت ملول، ويعتبر أكبر حي علمي بجهة سوس ماسة، لكونه يحتضن أقدم كلية بالجنوب المغربي، كانت تابعة لجامعة القرويين.
ويعاني هذا الحي، من إهمال كبير من طرف المسؤولين على تدبير الشأن المحلي منذ عقود، باستثناء بعض المشاريع الجانبية، التي همت بالأساس تهيئة الساحة المقابلة لحي كلية الشريعة، والتي تمت في عهد المجلس الإقليمي السابق.
حي بدون مدرسة:
يضطر العشرات من الأطفال المتمدرسين من أبناء هذا الحي، قطع أزيد مة 2 كلم يوميا، للوصول إلى أقرب مؤسسة تعليمية ابتدائية، فهم مخيرون بين مدرسة عمرو بن العاص بحي المزار، أو مدرسة الورد بحي أيت بادي، وكلتيهما تبعدان عن مركز الحي بمسافة ليست باليسيرة، تزيد من معاناة الأمهات خاصة صبيحة وزوال كل يوم.
وبالرغم من محاولة الساكنة، نقل معاناتها مع معضلة انعدام مؤسسة تعلمية بالحي، إلا أن مطالبهم تصطدم بجواب المسؤولين على تدبير الشأن المحلي بغياب العقار، وتتسائل الساكنة اليوم، عن الطريقة التي تنبث بها التجزئات والوداديات السكنية بمحيطهم، ولم تراعي في تصميم التهيئة تخصيص مساحات للمصلحة العامة، وفي مقدمتها مدرسة عمومية.
ملعب قسَّم الساكنة :
أقدم مجموعة من شباب حي كلية الشريعة، منذ عقدين من الزمان، على تهيئة ساحة تتواجد على بعد أمتار من البوابة الرسمية لكلية الشريعة، ومن مالهم الخاص، تمكنوا من وضع تصور لملعب للقرب، تنقصه العديد من التجهيزات الضرورية، وبالمقابل كان يفي بالغرض، فيحتضن شباب الحي والأحياء المجاورة، بمافيهم طلبة كلية الشريعة.
ساكنة الضفة الشمالية من الحي، رأت في الملعب ضررا يلحقها، بحكم أن بعض الشباب يعمد إجراء مقابلات ليلية، وآخرون يحضرون في الساعات الأولى من صبيحة كل يوم، في ماترى ساكنة الضفة الجنوبية، الملعب مكسبا لايجب التفريط فيه، واندلعت حرب باردة بين ضفتي الحي، تم اللجوء فيها إلى تقديم شاكايات من أجل رفع الضرر، انتهت بحرث الملعب، ونزع الأعمدة التي تبرع بها مجلس المدينة.
مستوصف على « قد الحال »:
يقدم مستوصف حي كلية الشريعة خدماته الصحية للآلاف من ساكنة أحياء الكلية والمستوصف وتكبارت وأكبار والمزار وأيت بادي وتوهمو، ويعاني من قلة الموارد البشرية، بالاضافة إلى انعدام تجهيزات الفحص التي تغني المرضى من التنقل إلى المستشفى الاقليمي لإنزكان، إضافة إلى عدم توفره على دار للولادة، بالرغم من أنه يقدم خدمات طبية لساكنة تتعدى 40 ألف نسمة.
دورية أمنية يتيمة:
بالرغم من كونه حيا طلابيا بامتياز، إلا أن التواجد الأمني بداخله ومحيطه، مازال محتشما، وتكتفي دورية أمنية عبارة عن سيارة تخطت في عمرها العشر سنوات، بالسير بخطى متثاقلة بين أرجاء الحي، إضافة إلى دراجين اثنين، يقومان بأدوار متعددة تتوزع مابين مراقبة محيط الكلية، خاصة أثناء الامتحانات والدراسة، حيث تنشط أعمال نهب وسرقة الطلبة خاصة الهواتف النقالة، وبين تنظيم سدود إدارية، لمراقبة حركية السير والجولان، خاصة أصحاب الدراجات النارية، والتأكد من هوية مالكيها.
« الطروطوار » كراسي الطلبة والساكنة:
بحي كلية الشريعة، ساحتين صغيرتين، أولاهما أمام المقاطعة الحرضية الرابعة، والثانية أمام الكلية،وتتخدهما الساكنة مكانا للعب أبنائها، ومتنفسا للأمهات للهروب من تعب المطبخ عصر كل يوم، ويتخدها الطلبة متنفسا للمراجعة واللقاء بالأصدقاء.
وبالرغم من نداءات الساكنة المتكررة ن بضرورة تجهيز هاتين الساحتين بكراسي عمومية، إلى أن الملطب حسب مصدر من الجماعة يستدعي تقديم طلب لرئيس المجلس، وهو الأمر الذي اعتبرته الساكنة مجرد تلكؤ وعذر للهروب من مطالب الساكنة.
شارع فاس يحرم الساكنة من النقل العمومي:
يعتبر حي كلية الشريعة، من بين الأحياء التي تضررت من التغييرات التي تطال مسار حافلات النقل العمومي، وبالرغم من أهمية المرافق العمومية التي يضمها، كالمقاطعة الحضرية والمستوصف وكلية الشريعة، إلا أن شركة النقل ألزا، المفوض لها تدبير قطاع النقل العمومي بأكادير الكبير، استثنت الحي من خدماتها، بحجة عدم صلاحية شارع فاس، وتناثر حفر كبيرة به.
الجماعة استجابت لمطلب الساكنة، وسرعت بالفعل من وثيرة إخراج مشروع إعادة تهيئة الشارع الذي يمر من أمام الكية، ولكن مازالت الأشغال تسير بوثيرة بطيئة، ومعها تزداد معانة الساكنة اليومية.