متابعة أحداث سوس
تتبع المركز المغربي لحقوق الإنسان بجهة سوس ماسة بقلق شديد تطورات قضية جمعية رعاية وحماية الصم وجمعية أرض الأطفال بأكادير وخاصة ما وقع صباح يومه الأربعاء 23 يونيو 2021 حين أقدمت القوات العمومية على دخول مقر الجمعيتين بأكادير لإجبارها على إخلاء مقراتها بناء على قرار إخلاء صادر عن رئيس المجلس البلدي لأكادير ( لا غير ) وما تركه هذا الهجوم العنيف من آثار صادمة في نفوس الأطفال والشباب والأطر التربوية والتدبيرية للجمعيتين.
وبعد وقوف المركز المغربي لحقوق الإنسان منذ بداية هذه الأزمة على مجموعة من المعطيات والحقائق من خلال وسائل الإعلام المتنوعة ، وخاصة من خلال الخلفيات المتحكمة في أفعال وفي ردود أفعال المتدخلين في أزمة الجمعيتين والمستفيدين من خدماتهما الاجتماعية والنفسية من شرائح واسعة من الفئات ذات الاحتياجات الخاصة والفئات الهشة من أسر أكادير القديم. ومنها على الخصوص المعطيات التالية:
– الجمعيتان تشتغلان بالمدينة منذ تسعينيات القرن الماضي، وأكيد أن أنشطتهما التي تستهدف فئة من ذوي الحاجات الخاصة وأبناء الأسر الهشة من خدمات ومنها خاصة التعليم، والتأهيل الحرفي والتكوين المهني وأنشطة الدعم التربوي، هي دعامات حياتية أساسية قد مكنت وستمكن عدد كبير من هؤلاء المستفيدين من شق حياتهم الدراسية وتخفيف العبئ على أسرهم، وأكيد أن قرار المجلس البلدي بأكادير والسلطات الإدارية بحرمان الجمعيتين من فضاءات اشتغالها ستكون له عواقب وخيمة على هؤلاء المستفيدين وسيدفع بهم نحو التشرد والضياع.
– يتمن المركز موقف الجمعيتين المتمثل في قبولها مبدأ الإخلاء المشروط ببديل حقيقي لفضاءات اشتغالهما الحالي.
– ويتمن المركز المفاوضات التي تمت بين الجمعيتين والسلطات المحلية لبذل الجهود والمساعي من أجل البحث عن مقر ملائم للجمعيتين تحت إشراف السيد الوالي والمصالح التابعة له ، حيث تمت زيارات لفضاءات في أماكن مختلفة، غير أن هذه المقترحات من المقرات البديلة، وحسب الجمعيتان ، ليست ملائمة تماما لعملهما في جوانبه الكمية والنوعية وكذلك في مسألة قرب المستفيدين من خدماتها .
وبناء على كل ما سبق فإن المركز المغربي لحقوق الإنسان بجهة سوس ماسة، يعبر عن قلقه وانشغاله الشديدين لما آل إليه تدبير هذا الملف ويطالب بما يلي:
– الوقف الفوري لجميع أشكال العنف المادي والضغط النفسي على الجمعيتين وخصوصا استعمال القوة في عملية الإفراغ .
– تأكيده على ضرورة استمرار البحث وتسهيل توفير بديل مناسب وعملي لفضاءات الجمعيتين بما فيه البديل المؤقت الذي اقترحته الجمعيتان كرد على طلب السلطات الإدارية من الجمعيتين لاقتراح بدائل وهو فضاء دار الحي الفضية ودار الحي ابن زيدون.
– تأكيده ضرورة إرساء الثقة والتواصل السليم والمستمر في كل العمليات والخطوات وتفادي إصدار ونشر مغالطات وأكاذيب لتحميل مسؤولية فشل البحث عن الحلول للجمعيتين.