تحدثت هذا المساء باقتضاب شديد مع الأستاذ عبد الإله بنكيران رئيس الحكومة السابق والقيادي البارز بحزب العدالة والتنمية، وبعد التحية والسلام، سألته عن أحوال الحزب فأجابني بلغته المعهودة “الله يخرج العاقبة بخير” فيما رفض الإدلاء بأي تصريح صحفي بخصوص ترشحه على رأس لائحة الحزب بسلا، وتحالف حزبه مع عدو الأمس – صديق اليوم، حزب الأصالة والمعاصرة.
“الله يخرج العاقبة بخير” ربما تكون إشارة مختصرة تجسد حجم الصراع والضغط الداخلي والخارجي الذي يشهده الحزب مع اقتراب موعد الاستحقاقات الانتخابية، أو ربما أحس بنكيران باقتراب نهاية الحزب بعد انسلاخه من جميع الثوابت والمبادئ داعيا الله أن تمر العاقبة بسلام.
التحالف الذي بصم عليه العثماني مع وهبي والذي يشبه إلى حد كبير مشهد التوقيع على وثيقة التطبيع مع إسرائيل، كانت لها قراءة واحدة هو أن مبادئ الأمس لم تعد تجدي نفعا اليوم، أمام ضغط القاسم الانتخابي، ولم يعد الحزب يملك تلك القوة التي ظهر بها في البداية، بل كان لزاما عليه أن يقدم تنازلات كثيرة من أجل ضمان البقاء، ولو كان ذلك على حساب المبادئ والأخلاق، ولا نملك في ظل هذا الوضع إلا أن نقول كما قال بنكيران، “الله يخرج العاقبة بخير”..
إدريس لكبيش