أكد رئيس الفيديرالية المغربية لناشري الصحف نور الدين مفتاح في افتتاح ندوة “تحديات الجهوية المتقدمة ودور الإعلام المحلي في التنمية”، عن “فتح صفحة جديدة في العلاقة بين صاحب القرار الجهوي وناشري الصحف، من أجل شراكة خلاقة لإدماج الإعلام الجهوي في التنمية”.
وطالب مفتاح ب: “تنظيم حوار وطني للصراحة بين الجهات والإعلام”، مؤكدا على أن الجميع مطالب بتكثيف الجهود والانخراط لإخراج المقاولات الإعلامية من وضعية “الإنعاش” التي تعيشها.
واعتبر مفتاح بأن “انعقاد هذه الندوة الجهوية هو تشريف للإعلام الجهوي”، مؤكدا بأن الصراحة تقتضي الاعتراف بكون هذا الإعلام يعيش أزمتين، الأولى “موضوعية” تتجلى في أزمة القراءة النافعة، واقترح بهذا الخصوص إحداث صندوق لتنمية القراءة بالمغرب، والثانية “ذاتية” من خلال ما أسماه “الاستسهال والتسيب والتحلل من الضوابط المهنية”.
وشدد مفتاح على “ضرورة التحصين لخلق جبهة وطنية قوية”، معتبرا بأنه “من الضروري دعم المقاولات الإعلامية بشكل متوازن والحرص على الإنصاف وتمكين الصحافة الجهوية من مكانتها اللائقة”.
من جهته، ادريس مبارك، رئيس الفرع الجهوي للفيدرالية المغربية لناشري الصحف بجهة سوس ماسة، أعرب عن متمنياته في أن يكون الحوار بين ناشري الصحف ومسؤولي الجهات حوارا منفتحا، لتأهيل المقاولات الإعلامية التي أكد أنها تعيش على إيقاع “التهميش” داخل النسيج الاقتصادي بالجهات.
من جانبه، محمد أندجار، ممثل وزير الثقافة والتواصل، أشار في كلمة للوزير، إلى أن “الوزارة تعمل في إطار شراكة مهنية لتعزيز المكتسبات من خلال وضع آليات جديدة قادرة على مجابهة التحديات التي تواجه المقاولات الإعلامية”، مشيدا بما تقوم به الصحافة والمؤسسات الإعلامية من خدمات عمومية جليلة، وهو ما يستدعي، وفق تعبيره، خلق تواصل فعال بين صناع القرار وناشري الصحف.
رشيد بوخنفر، نائب رئيس جهة سوس ماسة، هنأ المشاركين في هذه الندوة التي تروم مأسسة العمل الإعلامي الجهوي في ظل التحديات المطروحة، وأكد أن “الإعلام يلعب دورا أساسيا في تنزيل النموذج التنموي الجديد، وهو ما يقتضي تطوير منظومة الإعلام الجهوي للقيام بترجمة الأدوار المؤسساتية للجهات وتفعيل التعاقد المؤسساتي كما تنص على ذلك اختصاصات الجهات”.
وأوضح بوخنفر بأن تنظيم هذه الندوة بأكادير يأتي في إطار استحضار الخطاب الملكي السامي بمناسبة الذكرى 44 للمسيرة الخضراء، الذي أكد فيه جلالته على الموقع الاستراتيجي لجهة سوس ماسة كحلقة وصل بين شمال المملكة وجنوبها.
وتوقف ذات المتحدث عند ما أسماه مبادئ العلاقة التعاقدية التي يجب أن تجمع ناشري الصحف والجهات، وحددها في الثقة المتبادلة والمسؤولية المشتركة والاحترافية والمهنية والمصداقية والتتبع والمواكبة.
وختم بوخنفر كلمته بالدعوة إلى تعزيز آليات الإعلام والتواصل والانفتاح لتحقيق التنمية الجهوية الدامجة.
يذكر أن ندوة “تحديات الجهوية المتقدمة ودور الإعلام المحلي في التنمية”، التي تتواصل أشغالها بأحد فنادق مدينة أكادير، صبيحة اليوم السبت 4 دجنبر، عرفت مشاركة عدد من رؤساء الجهات بالمملكة وأعضاء المكتب التنفيذي للفيدرالية المغربية لناشري الصحف، والعشرات من المشتغلين في حقل الإعلام، ومن المنتظر أن تصدر عنها عدد من التوصيات التي تروم تأهيل المقاولات الإعلامية جهويا ووطنيا.