مرتدية بذلة بيضاء، بتركيز قوي وبابتسامة خجولة، تطرح فدوى فوزي بعض الأسئلة على موظف بالمديرية العامة للأمن الوطني، وتفحص ملفه قبل توجيهه إلى الطبيب الذي سيتكفل بفحصه.
محاطة بطاقم طبي وتمريضي مختص، والذي يسهر باستمرار على الصحة الجسدية والعقلية لموظفي ولاية الأمن، تقضي الشابة أيامها في استقبال المرضى العاملين لدى المديرية العامة للأمن الوطني، سواء كانوا نشيطين أو متقاعدين، وكذا ذويهم.
بكل حيوية ونشاط تتوجه يوميا إلى مقر عملها، تؤكد أنها فخورة بأن تكون في خدمة الموظفين الذين يسهرون باستمرار على ضمان أمن المواطنين والمحافظة على النظام العام.
بعد حصولها على شهادة البكالوريا في العلوم الفيزيائية، التحقت السيدة فوزي، برتبة ضابط شرطة ممتاز، بالمعهد العالي للمهن التمريضية وتقنيات الصحة، وفي سنة 2019 تمكنت من تحقيق الحلم الذي راودها منذ الطفولة من خلال اجتياز مباراة ولوج سلك الشرطة.
وتؤكد السيدة فوزي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن مهمتها تتمثل، من بين أمور أخرى، في استقبال المرضى وتسهيل ولوجهم إلى العلاج، وتحديد المواعيد والتنسيق مع المؤسسات الصحية العامة أو الخاصة، في حالة ما إذا تطلبت الحالة الصحية للمريض علاجا خاصا.
وقال الدكتور جمال بوكطاب، عميد إقليمي رئيس المصلحة الولائية للصحة بولاية أمن أكادير، “فدوى فوزي هي إطار تمريضي متميز، استطاعت أن تثبت ذاتها بفضل تفانيها في العمل”، مشيدا بجهودها الكبيرة في تقديم الخدمات التمريضية، خاصة، في ظل انتشار الأزمة الصحية العالمية لكوفيد-19.
وأضاف أن السيدة فوزي بمعية زميلاتها الممرضات، لم يدخرن أي جهد منذ بداية هذه الأزمة، مشيرا إلى أنهن يقمن باستمرار بمهام متعددة، سواء تلك المتعلقة بالكشف عن الإصابة أو تتبع الحالات الإيجابية والتكفل بها والتواصل مع المخالطين، وكذا التحسيس بأهمية الوقاية ضد انتشار المرض.
وأعربت هذه السيدة الشابة، البالغة من العمر 24 سنة، عن فخرها كونها “مثل كل المغاربة، فهي ممتن لنساء ورجال الأمن الوطني على تضحياتهم الكبيرة من أجل الوطن والمواطن”.
وبمناسبة الاحتفاء باليوم العالمي للمرأة، الذي يصادف 8 مارس من كل سنة، سلطت فوزي الضوء على المنجزات التي حققتها المرأة المغربية بشكل عام والشرطيات بشكل خاص، متمنية لهن المزيد من التوفيق والنجاح.
بقلم:زينب جناتي