حرية الصحافة عنوان كل الحريات .

حرية الصحافة عنوان كل الحريات .

أحداث سوس5 مايو 2022آخر تحديث : منذ 3 سنوات

في اليوم العالمي للصحافة، لابد أن نقف تحية إجلال وتقدير، لكل نساء ورجال الصحافة والإعلام ، الجهوي منه كما الوطني والدولي .

لكل اللذين قدموا ولا زالوا يقدمون كل التضحيات في سبيل مهنة المتاعب ومشقة البحث عن الحقيقة في كومة وفوضى زخم المعلومة ، لنؤكد لهم أنه مهما ما حل بها ، من ترامي من لا مهنة له ، فإنها ستبقى دائما وأبدا منبرا لحناجر المقهورين و للأصوات المختلفة ، و مرآة تعكس خيباتنا وآمالنا .

ستبقى صاحبة الجلالة ، شاهدة على كل الذين فقدوا أرواحهم تحت بطش السلطة في كل مكان في العالم ، لكل الذين سقطوا برصاص المواجهات في ميادين الحروب و التوثرات ، لكل الاعلاميين الذين مازالو يرابطون في مختلف المواقع لكشف الفساد ، لا تهمهم كسرة الخبز الحافي ولا ترهبهم أصوات الرصاص ، لأنهم بكل فخر منارة الانسانية .

إن حقوق الصحافيات والصحافيين، هي جزء لا يتجزء من ثقافة حقوق الانسان ، بل أكثرنا حاجة لحمايتهم من الاعتقالات ، ومن المضايقات ، و من حقهم في الوصول والحصول على المعلومة دون قيد أو شرط .

ووما لا شك فيه أنه إذا فسدت الصحافة فسد المجتمع، وإذا صحت وإستقلت ، بنت أمما ديمقراطية تعتز بمتانتها ، فالأقلام المأجورة لا تعيش أبدا ، و لا تعدو مهما طال الزمن ، إلا أن تصير أصواتا خائنة لبلدها في قول الحقيقة ونقل الصورة .

لقد تعاملت الدول الديمقراطية مع الصحافة بكل احترام ، حتى أطلق عليها “صاحبة الجلالة” و”السلطة الرابعة”، وكلها دلالات على أهمية وجود صحافيين نزهاء يلتزمون بأخلاقيات المهنة ، وميثاقها الأخلاقي، الذي يتمثل في أمانة نقل المعلومة بكل حياد و بلا زيادة أونقصان ، والعمل على التأكد من صحة الأخبار من مصادرها ، إنها العين التي لا تنام ، و ضمير الأمم الذي لا يخاف الاعتقالات ولا السجون .

غير أنه ، و في ظل تزايد استعمال الانترنت لدى الصحافيين، والجمهور على حد سواء، لابد من التأكيد على أن ربط الصحافة بالقوانين، والمقاربات الزجرية ، ليست مدخلا وحيدا لحماية الصحافة والجمهور من الدخلاء ، بل أيضا تماسك الجسم الصحافي ، واعتماد الميثاق الأخلاقي كأساس لممارسة المهنة ، تظل وتبقى معها الصحافة مستقلة ، بأقلام وأصوات عالية في وجه الظلم والقهر والطغيان .

إنه لمن الأكيد ، أن لكل منبر إعلامي حماته وجنوده في الخفاء كما في العلن ، وراء الميكرفون ، و وراء الصورة ، في غرف التحرير ، كما في أجواء الشوراع و الفضاءات العامة ، اولائك الشرفاء الذين يتكبدون كل ساعة ، بل كل دقيقة وتانية مختلف انواع المتاعب ، إنهم كالجنود الذين يلبون نداء الوطن والترافع عن قضاياه المختلفة ، ليرفعوا شعار العمل الصحفي الأبدي و يعلنوا أنا نحن هنا نحيا لحماية المعلومة وايصال الحقيقة ، ولوقف الأخبار الزائفة والكادبة ، مهما كلفنا الزمن .

لهاؤلاء الف تحية .

ذ/ الحسين بكار السباعي

محام وباحث في الإعلام والهجرة وحقوق الإنسان.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *