بداية اعتقد أن أغلبية المتتبعين للشأن المحلي بتراب عمالة إنزكان ايت ملول شعروا بنوع من الإرتياح لحظة الإعلان عن تعيين السيد اسماعيل أبو الحقوق عاملا جديدا على عمالة إنزكان أيت ملول، وذلك لاعتبارات عديدة أحببت الا اقف عندها في هذه المقالة البسيطة التي اود من خلالها أن نكرس كذلك ثقافة شكر من يستحق العرفان والإمتنان، لكن أقل ما يمكن ان نقول في هذا الجانب أن السيد اسماعيل ابو الحقوق كان خير خلف لعامل سلف لكي لا أقول شيئا اخر يمكن أن يزعج البعض.
أعتقد ان السيد اسماعيل أبو الحقوق أعاد الثقة للجسم الجمعوي أولا وللمنتخبين ثانيا ولساكنة الإقليم أخيرا في شخصية ومكانة المسؤول الأول عن االعمالة (جغرافيا) من حيث الدور الذي قام به ومازال يقوم به في تفعيل الدور التنموي الذي يكرس للمفهوم الجديد للسلطة بغية تحقيق ما يسمى ب”التنمية االترابية” المنشودة من طرف ساكنة الجماعات الست التابعة للعمالة بحيث أصبح مرافقا ومواكبا لرؤساء الجماعات جميعهم من أجل خدمة الصالح العام دون استحضار أي خلفية سياسية او منح امتيازات لمنتخب دون اخر، وهذه خصلة لم يسبق لي أن رأيتها في من سبقه خصوصا أن عددا من العمال على المستوى الوطني يتسابقون من أجل إحالة ملفات المنتخبين على المحاكم الإدارية بل منهم من تورط هو نفسه في ملفات فيها من الشبهة ما عصف بهم وأعفاهم من مسؤولياتهم.
ولعل تحركات السيد اسماعيل ابو الحقوق الذي يحبذ العمل بعيدا عن الأضواء خير دليل على إيمانه الراسخ ان العمل على تنزيل الخطابات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله باعتباره ممثلا لجلالته بعمالة إنزكان أيت ملول يعد واجبا وطنيا قبل أن يكون تنفيذا للتعليمات، إذ يمكن أن أجزم أن مساره المهني في خدمة الوطن سواء بجهتنا العزيزة أو بربوع مملكتنا الحبيبة كان مليئا بالتضحية والإخلاص لله، للوطن ولملكنا الهمام.
ولا أخفيكم أنه كان بودنا أن نكتب وننتقد الوضع العام بالإقليم في مناسبات مختلفة لكننا نجد السيد العامل في كل مرة يلخص الكلام في عديد تدخلاته ويضع الاصبع على الجرح لا من حيث قطعه مع مختلف اشكال الريع والبيوقراطية التي دأب نفس الأشخاص على الإستفادة منهما طيلة سنوات مضت، ولا من حيث شطط البعض بقربه من أصحاب البدل السوداء ورؤوس الأموال، اذ لاحظ السيد العامل حسب اعتقادي أن لا شيء تغير، ماعدا وجوه المنتخبين و أسماء بعض الأسواق و الشوارع الكبرى بالمدينة والإقليم، الشيء الذي اضطره لخلق فريق عمل جديد يفقه شيئا ما في المفهوم الجديد للسلطة ولديه القدرة على مسايرة الإيقاع الجديد الذي يستمد سرعته من الخطابات المتتالية لصاحب الجلالة في مختلف المجالات من جانب التطبيق وليس بملء كراسي بهو العمالة منتظرين فرصا للإنتفاع الغير المشروع.
كما تجدر الإشارة إلى أن عددا من الفعاليات الجمعوية والنقابية والحقوقية الغيورة بإنزكان التي عاشت ضغطا وقمعا منقطعي النظير قبل تعيين السيد عامل الإقليم اضطرهم إلى الإنسحاب في صمت و العمل على الرقي بالمدن المجاورة خارج الإقليم، بعد أن وجدوا آذانا صماء و أبوابا مغلقة و تعاملا تطبعه سوء النية و يلفه الهاجس الإستخباراتي قبل أن يعودوا بعد اقتناعهم أن رجل السلطة الجديد المعين (السيد العامل) يتجاوز المفهوم التقليدي للإدارة المحكوم عادة بالهاجس الأمني الضبطي إلى تبني المفهوم الجديد للسلطة القائم على سياسة القرب الإنفتاح على تطلعات الساكنة والبحث عن إجراءات جذرية لإشكالات تنموية عمرت لعقود من الزمن، واليوم نرى أن جميع المتميزين عادوا واحدا تلو الأخر مرتدين لباس مدن عمالة إنزكان ايت ملول بكل فخر ومحققين إنجازات مشرفة في مختلف المجالات.
ولكي لا يعتقد البعض أنني أتملق لشخص السيد العامل لابد من الإشارة إلى أنه لم يسبق لي أن التقيت به على انفراد أو تبادلت الحديث مع شخصه بشكل مباشر ولم أزره يوما بمكتبه، لكنني بعد تتبعي للعديد من المبادرات التي اشرف عليها بتنسيق مع المنتخبين والمصالح الخارجية ارتأيت أن اكتب هذه الكلمات لنكرس نحن كذلك الإعلاميين والجمعويين وعموم المواطنين ولو جزء من ثقافة الإعتراف والإمتنان لأشخاص يبذلون قصارى جهدهم لخدمة الوطن من مختلف المواقع بالإضافة إلى ضرورة شكرهم وتقدير مجهوداتهم وهم في موقع المسؤولية بدل انتظار لحظة انتقالهم من موقعهم أو تقاعدهم او رحيلهم لدار البقاء.
“شكرا لكم السيد العامل على كل ما قدمتم وتقدمونه لساكنة عمالة إنزكان أيت ملول”
بقلم : الحسين ازطام