أحداث سوس
مباحثات غنية ومتعددة المواضيع امتدت من الشراكة الأمنية بين واشنطن والرباط إلى تمتين التعاون المشترك، جمعت، اليوم الاثنين 27 فبراير بالدار البيضاء، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، مع وفد من مجلس الشيوخ الأمريكي يضم أعضاء عن الحزبين الديمقراطي والجمهوري.
ولم يغفل “السيناتورات” الأمريكيون التعبير عن “شكرهم لوزير الخارجية إثر انضمام المغرب إلى الغالبية العظمى من أعضاء الأمم المتحدة لدعم قرار أممي يؤكد الحاجة إلى سلام عادل ودائم وشامل في أوكرانيا، وهو التصويت الذي جرى الأسبوع الماضي، بعد عام بالتمام من شن روسيا هجومها غير المبرر على أوكرانيا”، وفق تصريح أحد أعضاء الوفد.
وضم الوفد 6 أعضاء بارزين في مجلس الشيوخ الأمريكي؛ ويتعلق الأمر بكل من ليندسي غراهام عن ولاية كارولاينا الجنوبية، وبوب مينينديز عن نيوجيرسي، وكريس كونز عن ديلاوير، ومارتن هاينريش عن نيو مكسيكو، وكريس فان هولين عن ماريلاند، ومارك كيلي من أريزونا.
وفي إفادات صحافية اطّلعت عليها جريدة هسبريس الإلكترونية، وصف السيناتور الديمقراطي بوب مينينديز المحادثات مع ناصر بوريطة بأنها “كانت ممتازة” قائلا: “لقد أجرينا للتوّ مناقشة ممتازة مع وزير الخارجية بوريطة حول قوة ومتانة العلاقة بين الولايات المتحدة والمغرب”، كاشفا أنها انصبّت على “كيفية العمل بشكل مشترك لمواجهة مجموعة واسعة من التحديات الإقليمية والعالمية”.
“المغرب هو أحد أقرب وأقدَمِ حلفائنا”، يسجل السيناتور ذاته، مذكّراً بـ”جذور الصداقة بين الرباط وواشنطن التي تعود إلى تأسيس الولايات المتحدة”.
وزاد عضو مجلس الشيوخ الأمريكي موضحا تفاصيل اللقاء: “خلال اجتماعنا، طلبنا من الوزير بوريطة أن يعرب عن تقديرنا العميق لجلالة الملك محمد السادس على التزامه بتعزيز العلاقات الثنائية مع الولايات المتحدة وكذا لأدواره في تحقيق السلام والازدهار والأمن في جميع أنحاء المنطقة وفي جميع أنحاء العالم”.
“المحادثات المطولة” مع وزير الخارجية، حسب وصف مينينديز، تمحورت أيضا حول “مكانة المغرب بوصفه الشريك المهم للولايات المتحدة في مجموعة من القضايا الأمنية، وخاصة مكافحة الإرهاب”، كاشفا أن “الوفد أثنى على الوزير بوريطة نظراً للعلاقات الدافئة بين المغرب وإسرائيل”، مؤكدا أنها “علاقة تخلق بالفعل فرصاً جديدة للسلام والازدهار”.
ولم يفُت رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي، في نهاية إفاداته، أن يتوقع “قوة أكثر لنوعية العلاقة بين الولايات المتحدة والمملكة المغربية بحلول السنوات المقبلة”.
من جهته، ثمّن السفير الأمريكي المعتمد لدى المغرب، بونيت تالوار، مجريات اللقاء مع وزير الخارجية المغربي، حسب ما نقلته الصفحة الرسمية للسفارة على موقع “فيسبوك”، قائلا: “انضممْتُ اليوم إلى ستة أعضاء من مجلس الشيوخ الأمريكي وأجرينا لقاءً ممتازاً مع وزارة الخارجية المغربية في الدار البيضاء”.
وأضاف: “تحدَّثنا عن قوة العلاقة بين الولايات المتحدة والمغرب، وعن عملنا المشترك لنشر السلام والازدهار والأمن في المنطقة وفي جميع أنحاء العالم”.
المغرب “قوة استقرار”
“أعضاء الحزبين يعتبرون المغرب قوة استقرار في منطقة غير مستقرة”، يصرح السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام، موردا أن المملكة “تتميز بكونها قوة مستقرة من أجل الخير”.
وبدوه، تطرق ليندسي لمتانة العلاقات بين الرباط وواشنطن، واصفا إياها بأنها “من أقوى العلاقات التي تُقيمها بلادنا في المنطقة”.
وأشار إلى أن سفير أمريكا بالمغرب، بونييت تالوار، بالإضافة إلى كونه من أقرب الأشخاص إلى الرئيس جو بايدن، فإنه “يحظى باحترام أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي”.