أحداث سوس
بعد إعلان الأجهزة الأمنية عن إلقاء القبض على ثلاثة أشخاص موالين لتنظيم “داعش” يُشتبه في تورطهم في قتل شرطي وحرقه والتمثيل بجثته في مدينة الدار البيضاء قبل ثلاثة أسابيع، حذّر المرصد المغربي لنبذ التطرف والإرهاب من “تراخي المجتمع والاستهانة بالتطرف الأعمى”.
المرصد المذكور نوّه بالعمل الذي قامت به عناصر المصلحة الولائية للشرطة القضائية بالدار البيضاء والفرقة الوطنية للشرطة القضائية والمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، والذي مكّن من وضع اليد على المشتبه فيهم الثلاثة واسترجاع السلاح الوظيفي الذي سلبوه من الشرطي المقتول.
وبالرغم من الفعالية التي تطبع العمليات الاستباقية التي تقوم بها الأجهزة الأمنية، قال المرصد المغربي لنبذ التطرف والإرهاب إن هذه الظاهرة الإجرامية باعتبارها ظاهرة ذات خصوصيات متعددة، يصعب توقع مساراتها وتحولاتها البشرية، ما يستدعي يقظة مجتمعية لمواجهتها.
محمد قمار، رئيس المرصد، قال إن “جهاز الأمن يقوم بدوره، ولكن هناك نوعا من التراخي في صف المجتمع المدني والسياسي”، مضيفا، في تصريح لهسبريس، أن هناك حاجة إلى أن “تتحمل منظمات المجتمع المدني والأحزاب السياسية مسؤوليتها من أجل تمنيع وتحصين أفراد المجتمع إزاء أي انزلاق نحو التطرف”.
ولفت المتحدث ذاته إلى أن المسؤولية الجماعية للأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني تُوجب عليها تنظيم أنشطة ثقافية وفنية ولقاءات بهدف جعل المواطن المغربي متقبلا للاختلاف، وأن يكون عنصرا فاعلا في المجتمع، وجعله متشبعا بمبدأ خدمة المصلحة العليا للبلاد.
علاقة بذلك، دعا المرصد المغربي لنبذ التطرف والإرهاب إلى تشكيل جبهة داخلية متنوعة الأطياف تتقاطع اهتماماتها وقضايا التطرف، “قصد مواجهة خطاب الكراهية والتجنيد الأعمى ميدانيا ببرامج واضحة”.
الهيئة ذاتها اعتبرت أن “التطرف قضية مجتمعية، وعلى الكل أن يتحمل مسؤولية مواجهته حسب موقعه ودوره ووظيفته تربويا واجتماعيا وفكريا وسياسيا”.
وأكدت أن النهوض بهذه المهمة “يتطلب انخراطا جديدا قويا للفاعل الجمعوي والحزبي والعمومي والخاص في استراتيجية وطنية لمحاربة التطرف لدعم مجهودات السلطات الأمنية، ومواجهة خطاب التشكيك في المؤسسات بما يلزم من الحزم والصرامة”.
في هذا الإطار، قال محمد قمار إن الجبهة الداخلية التي يدعو المرصد إلى تشكيلها من أطياف النسيج الجمعوي والسياسي والفاعلين الدينيين والمثقفين وغيرهم، “من شأنها أن تلعب دورا محوريا في محاربة الفكر المتطرف واستئصاله من المجتمع، ونشر ثقافة المحبة والسلام والتعايش”، مضيفا أن “اللبنة الأساس في محاربة التطرف هي بناء الإنسان”.