الكل متذمر .. الكل متفاجئ .. هذا ما عبر عنه ثلة من المثقفين والجمعويين وحتى المنتخبين الذين يتتبعون كواليس واستعدادات جمعية مركز وادي سوس وجماعة إنزكان لتنظيم “تيسواك” مهرجان المديتة العتيقة لانزكان في سابقة من نوعها من حيث ضبابية الأهداف، الفراغ الفني والارتجالية الكبيرة منذ اليوم الأول من الحديث عن تنظيم هذه التظاهرة.
بدأت الارتجالية بعدم احترام الاجال الكافية لتسويق إعلان تنظيم هذه التظاهرة وفق المواصفات والشروط المتعارف عليها بهذا الخصوص، إذ اكتفى المنظمون بنشر ملصقات أقل ما يمكن أن يقال عنها أنها “فارغة” لا من حيث المضمون ولا من حيث الشكل، حيث تفاجأ الجميع بتنظيم 3 سهرات سميت ب “الفنية” وهي لا تحمل من ذلك إلا الاسم، بداية بمشاركة مجموعة “اسمكان كناوة” في السهرة الأولى وفي السهرة الثانية لا لشيء سوى لأن صاحب هذه المجموعة هو رئيس اللجنة الفنية للمهرجان، إضافة إلى مشاركة مجموعة اخرى تتكون من عدد محدود جدا يتجولون بين المقاهي لجمع اكبر قدر ممكن من الدراهم لدى المواطنين، ناهيك عن الإشارة إلى مشاركة مجموعة غنائية دون ذكر إسمها وهي سابقة اخرى توجد بإنزكان فقط، في حين تجد جل الجماعات بالجهة تخلق الحدث بتنظيم تظاهرات ثقافية فنية تراثية محترمة رغم أن ميزانياتها أقل بعشرات الأضعاف من ميزانية جماعة إنزكان.
واستمرت الإرتجالية بإعلان تنظيم الندوة الصحفية ساعات فقط قبل افتتاح فعاليات ما يسمى ب”مهرجان تيسواك” وذلك بنشر ملصق أقل ما يمكن أن يوصف به أنه “مشوه” (بكسر الواو) لمكانة انزكان الثقافية والفنية، علما أن جمعية مركز وادي سوس تضم حسب مصادرنا أساتذة جامعيين وباحثين في مجال التراث.
يذكر ان عدد من المنتخبين بجماعة إنزكان متذمرون من المستوى الذي ظهر به أعضاء جمعية مركز وادي سوس، إذ كانوا ينتظرون أن يقدم هؤلاء عصارة بحثهم وتجربتهم في مجال الفن والتراث، إلا أنهم في الاخير انطبقت عليهم مقولة “تمخض الجبل فولد فأرا”، مع تحفظهم على إدراج نادي رياضي في كرة القدم في التنظيم وهو ما لا يدخل ضمن تخصصهم، اذ وصل عدد الجهات المنظمة لهذه التظاهرة لأزيد من 8 هيئات كان يمكن أن تقدم احسن ما لديها، ويبقى السؤال : إلى متى ستظل مدينة إنزكان بدون مهرجان يليق بمكانة وقيمة هذه المدينة فنيا وتراثيا؟؟.