سعد الدين بن سيهمو
تشكل ظاهرة انتشار البناء العشوائي تهديدا مباشرا على النظام العمراني والمتطلبات الضرورية للإستقرار، حيث حولت جل المدن المغربية إلى بؤر للتوتر عوض أن تكون مجالات لإنتاج الاندماج الاجتماعي والاستقرار النفسي والأمن العائلي لكافة المواطنين.
،
ونظمت مناظرات ومؤثمرات لدراسة موضوع البناء العشوائي، كما رصدت حكومات سابقة أموالا طائلة لاحتوائها، ومحاربتها عن طريق الإصلاح الجذري، واعتماد برنامج وطني تضامني مضبوط المسؤوليات، إذ لم تعد خيارا من الخيارات الوطنية، بل أصبحت ضرورة تفرضها حالة الاستعجال لما له من أثر سلبي على كرامة المواطن وما يشكله من تهديد لتماسك النسيج المجتمعي واستقراره.
ونوه متتبعون للظاهرة على مجهودات الدولة في محاربة السكن العشوائي ، ورصد أموال باهظة من اجل إيجاد حل لهذه المعضلة الصعبة ، عاينت ” الجريدة ” خلال هدا الاسبوع إنتشار مجموعة من البنيات العشوائية ، تشيد في واضحة النهار بجماعة سيدي بيبي اقليم اشتوكة ايت باها ، دون أن تعرف أي تدخل من قبل الجهات المسؤولة من أجل ايقاف هذه الاشغال. ما دفع بالجريدة إلى الرجوع إلى كواليس هذا الملف الذي يظهر قصر النظر التدبيري للمسؤولين بالمنطقة.
مصادر ” الجريدة ” ، صرحت عن أوراش بناء عشوائية انطلقت بمجموعة من الدواوير المتواجد بنفود باشوية سيدي بيبي بصفة عامة والمقاطعة الاولى بصفة خاصة ، تتم في واضحة النهار و أمام أعين المسؤول الأولى والاخير السيد المحترم الباشا المخضرم ، دون ان يتدخل أحد من أجل ايقاف هذه الاشغال الغير القانونية ، الأمر الذي دفعنا للبحث أكثر في تفاصيل هذا الملف ، حيث أكدت لنا مصادر أخرى على دراية بما يقع في الجماعة المذكورة ، ان هذه المنازل الغير القانونية ليست الأولى ، بل هو امتداد لبنايات أخرى تتم بشكل سري خصوصا داخل دواوير و أحياء مهمشة ، مثل دوار تدارات بالملحقة الإدارية الأولى .
ففي جماعة سيدي بيبي ، يستحيل أن تدق مسمارا في الحائط دون أن يطرق بابك عون سلطة ، لكي يسألك هل تنوي تغيير شيء في منزلك. وهؤلاء المقدمون والشيوخ، “الذين يحصون على عباد الله أنفاسهم”، يصابون فجأة بالصمم عندما تبدأ عمليات حفر الأساسات وإلقاء «الضالات» وضرب «المرطوب» للبنايات التي تنمو تحت جنح الظلام ، وفي بعض الأحيان في واضحة النهار. مايدفعنا مباشرة إلى طرح اسئلة من قبيل “هل يمكن تشييد كل هذه البنايات العشوائية التي تنمو وتخرج إلى الوجود بدون علم السلطات المحلية في شخص السيد الباشا..؟.
إن كل «بناء عشوائي» بجماعة سيدي بيبي اقليم اشتوكة ايت باها ، يتم بناؤه بعلم المسؤولين المتدخلين من “باشا وخليفة وشيخ ومقدم وفي بعض الدوائر المرشح “و«زيد وزيد». وفي ظل هذا الوضع القاتم الذي أصبح يفرض نفسه بإلحاح شديد، يتساءل العديد من المتتبعين عن المسؤول الحقيقي الذي يقف وراء هذه الظاهرة؟ ومن المستفيد من انتشارها.. مطالبين في نفس الوقت من السيد جمال خلوق عامل صاحب الجلالة على اقليم اشتوكة ايت باها ، بإيفاد لجنة من العمالة للبحث في هذا الموضوع وفتح تحقيق للتأكد والوقوف على لوبيات الفساد التي تتحرك لخدمة مصالحها الخاصة، والاغتناء الفاحش من البناء العشوائي، هذه الظاهرة التي حولت المنطقة إلى ورش مفتوح للبناء العشوائي عوض الاوراش التنموية المذرة للدخل.
صور لبعض الحالات
ملاحظة : هذه الحالات لا تبعد على الباشوية الا بأمتار.