أحداث-سوس.
في مشهد مشحون بالعاطفة والحنين إلى ماضٍ رياضي مشرف، طُرحت قضية الوضع الحالي لجمعية أيت ايحيا لألعاب القوى، التي كانت ذات يوم نموذجاً يحتذى به على المستوى الجهوي والوطني، إلا أنها اليوم تواجه تحديات تهدد استمرارها، وعلى رأسها غياب وسائل النقل التي تعرقل مشاركة فرقها الرياضية في الفعاليات الوطنية.
أحد أبناء المنطقة، الذي أبدى غيرته واهتمامه العميق بمصلحة الجماعة وشبابها، تقدم بطلب عاجل لمهاجر ينتمي لجماعة أيت سدرات السهل الغربية، وهو أحد الفاعلين السياسيين البارزين بالمنطقة، من أجل توفير سيارة نقل تساهم في تسهيل مشاركة الجمعية في المنافسات الرياضية. وأشار هذا الشاب إلى أنه رفع سابقاً طلبات عديدة لمسؤولي الجماعة لدعم الجمعية، إلا أنها لم تلقَ أي استجابة تُذكر.
هذا الشاب، وخلال حديثه عن أهمية الجمعية، حرص على توجيه تنويه كبير لها، مستذكراً دورها في صقل مهاراته وتنمية قدراته. وأشار إلى تكوين حضره بالجمعية تحت إشراف وتأطير الأستاذ المحترم مولاي يوسف أبو الحافات، مؤكداً أن كل فقرات ذلك التكوين لا تزال محفورة في ذاكرته، رغم مرور سنوات.
الجمعية، التي تحتفظ بسجل رياضي حافل بالإنجازات، اضطرت مؤخراً إلى الاعتماد على دعم جمعيات أخرى، مثل جمعية أمل دادس التي استجابت مشكورة، لتوفير وسائل نقل خلال المناسبات الرياضية الكبرى. هذا الاعتماد الخارجي يعكس عمق الأزمة التي تمر بها الجمعية، ويثير تساؤلات حول غياب الدعم المحلي.
وفي محاولة لإيجاد حلول، أبدى أحد الشباب المهاجرين بالديار الأوروبية استعداده لدعم الجمعية استجابة لمطالب أبناء منطقته. ومع ذلك، أشار إلى أن العقبات السياسية والإدارية تمثل عائقاً رئيسياً أمام تحقيق مبادرات مستدامة.
ما يحدث مع جمعية أيت ايحيا يعكس أزمة أوسع تتعلق بإدارة الشأن الرياضي والشبابي في المنطقة. الوضع الحالي يدعو جميع الغيورين، سواء من أبناء الجالية أو المسؤولين المحليين، إلى تجاوز المصالح الضيقة وتبني رؤية شاملة لإعادة الجمعية إلى مكانتها الريادية.
في ظل هذا الواقع المؤسف، يبقى السؤال مطروحاً: متى ستتحرك الجهات المسؤولة لدعم جمعية أيت ايحيا وإنقاذها من هذا التراجع؟ وهل ستُترجم المبادرات الفردية إلى خطوات عملية قادرة على تجاوز الخلافات والعوائق؟
الإجابة على هذه التساؤلات قد تكون مفتاحاً لإعادة الأمل لشباب المنطقة ولإحياء ماضي الجمعية المشرف، الذي لا يزال محفوراً في ذاكرة الكثيرين.
م-النوري.