أوقفت عناصر الشرطة القضائية بأيت ملول، بتنسيق وثيق مع المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، السبت الماضي، شخصا تورط في قضايا نصب واحتيال، بعدما أوقع عددا من الضحايا في شرك وعود زائفة، مدعيا قدرته على توظيفهم في سلك الأمن الوطني مقابل مبالغ مالية.
وعمد المشتبه فيه إلى استغلال طموح العديد من الشباب في الحصول على وظائف داخل المؤسسة الأمنية، فأوهم ضحاياه بامتلاكه علاقات نافذة تتيح له التوسط لصالحهم دون الحاجة لاجتياز الامتحانات الرسمية، ولإضفاء المصداقية على مخططه الاحتيالي، كان يسلم بعضهم وثائق مزيفة تدعي نجاحهم في المباريات، مقابل مبالغ مالية تراوحت بين 30 درهم و50 ألفا.
لكن سرعان ما انكشف أمره، بعدما بدأ عدد من الضحايا في التشكيك في مصداقية الوعود التي تلقوها، خاصة بعد اختفاء المحتال فور حصوله على الأموال، وعقب توالي الشكايات، فتحت الشرطة القضائية تحقيقا موسعا، أسفر عن تحديد هوية المتهم وإيقافه، فتبين أنه دأب على استغلال رغبة الشباب في التوظيف لتحقيق مكاسب غير مشروعة.
وخلال التحقيقات الأولية، تم الاستماع إلى عدد من الضحايا الذين أكدوا تعرضهم للنصب، وسلموا للشرطة الوثائق المزيفة التي استعملها المشتبه فيه في خداعهم. كما كشفت التحريات أنه كان يعتمد على تكتيك ممنهج، يبدأ بإيهام ضحيته بأن كل ما يحتاجه هو شهادة مدرسية فقط، قبل أن يطالبه بدفع مبلغ مالي كـ”ضمان”، ثم يختفي عن الأنظار بمجرد استلامه، وتم وضع المشتبه فيه تحت تدابير الحراسة النظرية بأمر من النيابة العامة المختصة، في انتظار استكمال التحقيقات التي تهدف إلى كشف مزيد من التفاصيل حول أنشطته الإجرامية، وحصر جميع ضحاياه المحتملين.
وتأتي هذه العملية في سياق المجهودات التي تبذلها المديرية العامة للأمن الوطني لمكافحة جرائم النصب والاحتيال، والتصدي لكل من تسول له نفسه استغلال حاجة المواطنين لتحقيق مكاسب غير مشروعة، في إطار إستراتيجية أمنية حازمة لضمان سيادة القانون وحماية المجتمع من أساليب الاحتيال الممنهج.
الصباح
