يواصل بائع السمك الشاب، المعروف بـ”مول الحوت، إثارة الجدل، بعد أن أصبح حديث الرأي العام في المغرب ومواقع التواصل الاجتماعي، حين قرر بيع السردين بخمسة دراهم للكيلوغرام، وهو ثمن أقل بكثير مما يعرض في الأسواق.
وفي الوقت الذي يؤكد فيه عبد الإله، عبر منصات التواصل الاجتماعي، أن مبادرته ستتيح لذوي الدخل المحدود فرصة شراء سمك السردين وأنواع أخرى بأسعار عادلة، وأن لديه الحرية في تحديد هامش ربحه، الذي لا يتجاوز درهما واحدا، موضحا أن سعر السردين في الموانئ أقل بكثير مما يصل إلى المستهلك.
قوبلت مبادرته بالتشكيك، خاصة من طرف المهنيين، الذين يرون أن الأمر لا يعدو كونه “إشهارا كاذبا وخطة تسويقية ماكرة”، لاستقطاب المواطنين وتحقيق شعبية واسعة، من خلال تخفيض ثمن بيع سمك السردين الذي يعرف بـ”سمك الفقراء” والذي يلقى إقبالا كبيرا لدى شريحة واسعة من المواطنين مقابل بيعه باقي الاصناف الأخرى من الأسماك بأسعار مرتفعة جدا عن السعر الحقيقي في الأسواق”،
وفي هذا الإطار، وجه عدد من المهنيين لعبد الإله انتقادات واسعة، بخصوص أثمنة باقي الأنواع الأخرى من السمك، مؤكدين أنها غير واقعية بتانا مثلا، أنه ” أن الصول ثمنه 60 درهما في الأسواق يبيعه عبد الإله بـ 90 درهما للكيبلو غرام الواحد ، ومعزة التي لا يتجاوز ثمنها 13 درهما في الأسواق والمحلات بالتقسيط يبيعها عبد الإله بـ 25 درهما. وغيرها كثير من الأسماك.
وأكد المهنيون أن الكمية الإجمالية للسردين التي يبيعها عبد الإله محدودة جدا، وسرعان ما يتم بيعها في ظرف وجيز بحكم الإقبال الكبير وبالتالي يكون المواطن الذي تنقل إلى محل عبد الله لاقتناء السردين مجبرا على على اقتناء أنواع أخرى من الأسماك.
تفسير آخر للمهنيين بخصوص أرباح عبد الإله مول الحوت، تتجلى أن المواطن الذي تنقل إلى محل عبد الإله لاقتناء السردين خصوصا يقتني أنواعا أخرى من الأسماك بأثمان مرتفعة جدا عن الأثمان الحقيقة في الأسواق. وهو ما يجني معه مبالغ هامة تجعله في غنى عن أي خسارة محتملة في بيع سمك السردين بـ 5 دراهم..
كما يرى عدد من المهنيين، أن عبد الإله استغل وفرة السردين في الأسواق بعد انتهاء فترة الراحة البيولوجية وانخفاض أسعاره بالجملة، ليظهر أمام الناس وكأنه الوحيد الذي يبيع بثمن زهيد بينما يتهم باقي الباعة بالجشع في الوقت الذي يبيع بها الأصناف الأخرى بأثمان مرتفعة جدا.
