نظمت أسر 17 من البحارة المفقودين بالداخلة وقفة احتجاجية أمام ولاية أكادير، للمطالبة بكشف الحقيقة حول مصير أبنائهم الذين اختفوا في ظروف غامضة خلال رحلة بحرية. وعبّرت العائلات عن استيائها مما وصفته بـ”تجاهل” المسؤولين لقضيتهم وعدم تقديم أي توضيحات رسمية بشأن الواقعة.
وبحسب تصريحات أسر المفقودين لجريدة”مدار21″ فقد مرت أكثر من شهرين على اختفاء 17 بحارًا، ولا تزال عائلاتهم تترقب أي خبر عنهم، وسط صمت رسمي مطبق. تقول إحدى الأمهات: “بغينا الحقيقة، بغينا نعرفو واش حيين ولا ميتين، واش قلبوا عليهم بصح ولا غير كيهدروا علينا؟”.
وتساءلت العائلات عن سبب غياب أي تحقيق جدي في القضية، مشيرة إلى وجود تقصير في عمليات البحث والإنقاذ. وأكد المحتجون أن هناك نقاطًا غامضة تحيط بالحادث، من بينها ما حدث عند نقطة توقف القارب قرب “برج بوزنيقة”، حيث يعتقد بعض أسر المختفين أن البحارة طلبوا النجدة دون استجابة.
في هذا السياق، صرّح أحد أفراد العائلات الغاضبة: “لا يمكن أن نبقى صامتين، 17 روح ليست بالأمر السهل، يجب أن نعرف الحقيقة، الباطرون والمسؤولين يجب أن يتكلموا، إلا كانو ماتوا الله يرحمهم، ولكن ما يمكنش يبقا الملف مسدود بلا ما نعرفو شنو وقع بالضبط”.
وأكدت محتجات من أسر المختفين أن الأطفال يسألون عن آبائهم الغائبين دون إجابة، حيث أكدت إحدى الأمهات تحدثت بحرقة عن معاناة ابنها الصغير الذي يسأل كل يوم عن والده، قائلة: “ما قدرتش نقول ليه باباه اختفى، كل نهار كيسول، والعيد على الأبواب دون أن نشعر بالفرحة”.
وتطالب الأسر بضرورة التدخل العاجل وفتح تحقيق رسمي في الحادث، مؤكدة أن انتظار المزيد من الوقت دون إجابات قد يزيد من معاناتهم. كما شددت على أن مطلبها الأساسي ليس التعويضات المالية، وإنما معرفة مصير أبنائها.
ويقول أحد أفراد أسر المختفين “قلوبنا محروقة، وإلى الآن لا إجابات واضحة، ولا مسؤول جاء عندنا ولا أحد تكلم، كل مرة يكتفون بالقول إنهم مفقودين، وأن الملف أُغلق، لماذا سيتم طي الكلف ونحن لا نعرف شيئا عن المفقودين، على الأقل يقدم لنا توضيح، وتأكيد خبر الموت، وكيف ماتوا، وما الذي حدث بالضبط”.
ورغم مرور شهرين، لا تزال هذه العائلات تنتظر الكشف عن مصير المفقودين، وإخبار عائلاتهم بنتائج التحقيق حول الموضوع، لا سيما في ظل غياب أي معطيات رسمية إلى حدود اللحظة.
