“المجانين”يملؤون شوارع مدن سوس وسط صمت مقلق من الجهات المسؤولة

“المجانين”يملؤون شوارع مدن سوس وسط صمت مقلق من الجهات المسؤولة

ahdatsouss2 ahdatsouss223 مايو 2025آخر تحديث : منذ 4 ساعات

عبد اللطيف بركة

تعرف عدة مدن في سوس، منها إنزكان، بيوكرى، تارودانت، هوارة وتيزنيت، وضعاً مقلقاً يتمثل في الانتشار المتزايد لأشخاص يعانون من اضطرابات عقلية يتجولون في الشوارع دون رعاية طبية أو اجتماعية مناسبة.

هذه الفئة المهمشة باتت تشكل خطراً حقيقياً على سلامتها وسلامة المواطنين، في ظل غياب تدخل فعال من الجهات المعنية.

وتفاقمت حدة القلق في أوساط الساكنة بعد واقعة مقتل شاب على يد مختل عقلي بمدينة تارودانت خلال الأسابيع القليلة الماضية، وهي الحادثة التي هزت الرأي العام المحلي والوطني ، وأعادت إلى الواجهة خطورة ترك هذه الفئة دون مراقبة أو علاج، ولم تكن هذه الواقعة الوحيدة، بل سبق وسُجلت حوادث اعتداء متفرقة من قبل مختلين عقلياً، استهدفت مواطنين أبرياء في الشارع العام، ما يثير تساؤلات جدية حول مسؤولية السلطات في حماية الأمن العام.

ويزداد الوضع خطورة بمدينة إنزكان، حيث يتواجد المستشفى الإقليمي الوحيد بالمنطقة، والذي يعاني من نقص حاد في الطاقة الاستيعابية، مما يجعله غير قادر على استقبال أو إيواء هذه الحالات، وقد أدى هذا القصور إلى تحويل شوارع المدن بجهة سوس ماسة إلى فضاء مفتوح للمعاناة والعزلة، في غياب أي حلول بديلة أو مراكز إيواء متخصصة.

الوضع لا يختلف كثيراً بباقي المدن كسيدي بيبي، أولاد تايمة وتيزنيت، حيث يغيب الدعم النفسي والاجتماعي، وتتفاقم مظاهر التهميش والتشرد وسط هذه الفئة التي تعاني في صمت، مما يثير مخاوف الساكنة المحلية بشأن السلامة العامة، خصوصاً مع تزايد عدد هذه الحالات في الأوساط الحضرية.

وتُطرح تساؤلات ملحة حول مدى جدية التعامل مع هذا الملف، في ظل غياب رؤية واضحة أو خطة استعجالية لحماية المختلين أنفسهم والمجتمع من مخاطر قد تتطور إلى ما لا يُحمد عقباه. فهل ننتظر المزيد من الضحايا حتى يتحرك المسؤولون؟ أم أن الصمت والتجاهل سيبقيان عنوان المرحلة الحالية.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *